أعلن عضو مجلس الشورى في “هيئة تحرير الشام”، جمال زينية الملقب بـ”أبو مالك التلي”، استقالته ومفارقة “هيئة تحرير الشام” لعدة أسباب.
وجاءت استقالة التلي في بيان له أمس، الثلاثاء 7 من نيسان، وقال إن سبب مفارقة “الهيئة” هو جهله وعدم علمه ببعض سياسات الجماعة أو عدم قناعته بها، و”هذا أمر فطري فقد جُبل الإنسان على حب المعرفة”، بحسب تعبيره.
وتساءل التلي عن كيفية الصبر على الرغم من عدم إحاطته بباطن الأمر وظاهره، وغير علمه بالمقصود بالأمور ومآلاتها.
ويعرف التلي بأنه من القياديين البارزين في “هيئة تحرير الشام”، وشغل أمير “جبهة النصرة” في القلمون الغربي، إلى أن انتقل إلى محافظة إدلب، بموجب الاتفاق بين “حزب الله” اللبناني و”الهيئة”، في آب 2017.
من جهته، قال مصدر مطلع على عمل “الهيئة” لعنب بلدي، إن استقالة التلي جاءت عقب خلاف مع شخصيات مقربة من القائد العام لـ”تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، أحدها القيادي مظهر ألويس، وخاصة في ملف العدل وتعيين قاضٍ يأتمر بأمره.
كما أشار المصدر إلى أن التلي هُمّش في الفترة الأخيرة بشكل كبير من قبل الجولاني، إذ لم يعد يستشار ويؤخذ برأيه، الأمر الذي كان يزعجه، وهو ما أشار إليه التلي في بيانه.
ويحسب “أبو مالك التلي” على التيار المتشدد في “تحرير الشام”، والرافض للاتفاق التركي- الروسي، إلى جانب القياديين السابقين “أبو الفتح الفرغلي” و”أبو اليقظان المصري”.
وكان المصري أعلن استقالته في شباط 2019، إلا أن التلي أوضح حينها أنه بعد “أيام عصيبات مرت علي وأنا أعيش في صراع، لا أعلم ما هو الخير لي في مسألة خروجي من هيئة تحرير الشام أو بقائي فيها (…) قد يسر الله لي إخوة أعانوني على حسم أمري ببقائي ضمن هيئة تحرير الشام، والتزامي بالثغر الذي يُوَكل إلي”.
ويتزامن خروج التلي من “الهيئة” مع تصاعد الحديث عن خطوات يقوم بها “الجولاني” لنبذ التشكيلات المناهضة في المنطقة.
وكان التلي رفض قرار “حكومة الإنقاذ”، المدعومة من “الهيئة” في إدلب، إغلاق المساجد منعًا لتفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وإبقاء الأسواق والتجمعات.