ولد وقُتل في نيسان.. فاندرلخت: رجل الدين المسيحي الذي أحب البقاء في حمص
في عام 1966 زار الأب فرانسيس فاندرلخت الهولندي الجنسية، كل من لبنان وسوريا، تعلم في الأولى اللغة العربية، في حين استقر في الثانية ومات فيها.
بعد عام من حصوله على دكتواره في علم النفس من فرنسا، عُين كاهنًا في سوريا عام 1972، حيث عاش متنقلًا بين عدة مدن.
بدأ فاندرلخت المولود في نيسان 1937 رحلته في سوريا من مدينة حلب، وانتهت في حمص مرورًا بدمشق.
اتخذ فاندرلخت من دير الآباء اليسوعيين في مدينة حمص والواقع بحي بستان الديوان، مكانًا ليستقر فيه منذ عام 1993، حيث كان يعيش في غرفة ضمن الدير تحوي فراشًا على الأرض وعددًا كبيرًا من الكتب.
لا وقائع كثيرة تُحكى عن سيرة الرجل قبل الثورة السورية، سوى أنه كان ينشط في تقديم المساعدة لكل من يطلبها منه، دون النظر إلى ديانته، ولذلك سخر أرضه بالقرب من مدينة القصير، والتي أحب أن يطلق عليها “مملكة الفرح” لكي يبني مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة.
كما ضمت الأرض أشجار فاكهة موسمية، و حوت أيضًا معبدًا من الحجر الأسود، وشهدت العديد من الرحلات والنشاطات الرياضية، أما بعد الثورة فكرسها الأب فاندرلخت للنازحين إثر العمليات العسكرية.
فاندرلخت والثورة
فضل المسيحي الوحيد الذي فضل البقاء في حي بستان الديوان في حمص، البقاء مع أهالي الحي المحاصرين من قبل قوات النظام السوري النظام السوري، ورفض مرارًا مغادرة بستان الديوان، على الرغم من عمليات الإجلاء التي نفذتها الأمم المتحدة، والتي ساعدت المئات على الخروج من مناطق حمص المحاصرة.
في كانون الثاني 2014، وقبل مقتل الأب فاندرلخت بنحو ثلاثة أشهر، سجل كلمة عبر الفيديو عنونها بأن المحاصرين يحبون الحياة ولا يريدون الموت من الجوع، مطالبًا فيها برفع الحصار عن أحياء حمص القديمة من قبل النظام السوري.
وحذر من وقوع كارثة إنسانية بسبب نقص المواد الغذائية التي من شأنها أن تجعل الجوع يفتك بالمحاصرين، كما أشار حينها إلى أن المواد الطبية والعلاجية مفقودة أيضًا في تلك الأحياء.
وبينما هو ديره في حي بستان الديوان، أنهى شخص ملثم في 7 من نيسان 2014، حياة الأب فاندرلخت، عبر استهدافه بطلق ناري، لتخسر سوريا مناضلًا سلميًا عُرف بإصراره على البقاء مع من يحاصرهم النظام السوري.
النظام السوري اتهم “إرهابيين” بقتله، وعبر “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” عن إدانته بأشد العبارات جريمة اغتيال الأب فرانسيس، وأكد على ضرورة محاسبة من يقف وراء هذه الجريمة، مذكرًا أن النظام “لطالما قام بتصفية كل من تعاطف مع الشعب السوري، أو عبر عن مواقف ضد القمع والإجرام الممارس ضد المواطنين”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :