التعليم عن بعد.. أين وصل في سوريا؟

  • 2020/04/06
  • 3:01 م
حالة المدرسة التي يتلقى فيها ١٥٠ طالب تعليمهم داخل خيمة مهترئة في مخيمات شرقي قرية كفرعروق شمالي إدلب- 14 من آذار (عنب بلدي)

حالة المدرسة التي يتلقى فيها ١٥٠ طالب تعليمهم داخل خيمة مهترئة في مخيمات شرقي قرية كفرعروق شمالي إدلب- 14 من آذار (عنب بلدي)

بالتزامن مع إعلان الدول المجاورة لسوريا تسجيل إصابات بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، بدأت كل من حكومة النظام السوري والمؤسسات المعنية في مناطق شمال غربي سوريا باتخاذ إجراءات وتدابير وقائية لمنع انتشار الفيروس، منها تعليق الدوام المدرسي والجامعي، واستبدال التعليم “عن بعد” به.

تطبيق “واتساب” يعلم طلاب الشمال

بعد تعليقها الدوام المدرسي لمدة أسبوع واحد، اعتبارًا من 20 من آذار الماضي، أعلنت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، متابعة العملية التعليمية “عن بعد”، مع وقف دوام الطلاب والمعلمين في كل من المدارس الخاصة والعامة والمعاهد والنقاط التعليمية في المحافظة.

ويعتمد نظام التعليم “عن بعد” في مدن وأرياف إدلب على وضع المعلم ومسؤول الحماية وأمين المكتبة خطة أسبوعية، بإشراف الموجه ومدير المدرسة والمعلم الأول، لما سيقوم بمشاركته مع الطلاب من مواد على شكل صور ومقاطع مصورة وتسجيلات صوتية ونصوص مكتوبة، ترسل لأهاليهم عن طريق تطبيق التواصل عبر الهاتف المحمول “واتساب”.

ويشارك المعلم المواد التعليمية مع الأهالي بشكل يومي، ويصحح المواد التي تصل إليه، ويجيب عن استفسارات الطلاب عبر المجموعات المنشأة على التطبيق، بحسب ما قاله مدير المكتب الإعلامي في تربية إدلب، مصطفى الحاج علي، لعنب بلدي.

دروس متلفزة

وفي ظل غياب الإنترنت والكهرباء والبنى التحتية التي تسهم في إيجاد منصات ومواقع تعليمية تساعد الطلاب في متابعة تعليمهم “عن بعد”، يعتمد كثير من المدرسين والمدارس على الإمكانيات المتاحة بين أيديهم، ويستخدمون وسائل محدودة كبرنامج “زووم” أو برامج مشابهة له مع تشكيل مجموعات افتراضية تربط كل مدرس بطلابه، بحسب ما قاله رئيس مجلس إدارة مؤسسة “تعليم بلا حدود”، عزام خانجي، لعنب بلدي.

وأضاف خانجي أن قناة “حلب اليوم” بدأت، في 4 من نيسان الحالي، بالتعاون مع مؤسسة “سنا”، بث حلقات “المدرسة الرقمية السورية” وفقًا لجدول زمني، مشيرًا إلى أن ضعف توفر الكهرباء والإنترنت سيبقى عاملًا معيقًا لوصول هذه الخدمات للطلاب خاصة في المخيمات.

اقرأ أيضًا: “المخدّم غير موجود”.. الحكومة الإلكترونية في سوريا مشروع على ورق

“المدرسة الرقمية السورية”

تعد “المدرسة السورية الرقمية” منظومة تعليمية حديثة، تتضمن مدرسة افتراضية من الصف الأول حتى الثانوية العامة، تقدم المنهاج السوري “المنقح والمطور” بأشكال متنوعة، منها النصية الإلكترونية والتفاعلية والمسموعة.

وتتيح “المدرسة الرقمية” لجميع الطلاب السوريين الانتساب إليها ومتابعتها والاستفادة منها على اختلاف ظروفهم المكانية والزمانية والاجتماعية والصحية.

ويستطيع الطالب انتقاء وسيلة تناسبه من 17 وسيلة متنوعة، هي الكتاب الإلكتروني والكتاب الذكي وموقع الإنترنت والهاتف المحمول والمنصة التعليمية والجهاز اللوحي ومنصات التواصل الاجتماعي والكمبيوتر.

بالإضافة إلى قنوات اليوتيوب والأقراص المدمجة والذواكر والحقائب التعليمية والمدارس الميدانية والقافلة التعليمية والقناة الفضائية والفصول الذكية ووسائل أخرى.

في مناطق سيطرة النظام.. خطة استجابة تعليمية

وكان وزير التربية في حكومة النظام السوري، عماد العزب، تحدث عن تفاصيل ما أسماه “خطة الاستجابة التعليمية” لتعويض الطلاب عن النقص الذي حصل جراء قرار حكومة النظام تعليق الدوام المدرسي بالتزامن مع انتشار فيروس “كورونا” في سوريا.

وتتمثل الخطة بتسجيل موضوعات الدروس التعليمية لجميع الدروس الأساسية، التي لم تُعطَ في فترة التعليق، إضافة إلى تفعيل عمل القناة التربوية لبث الدروس التعليمية المسجلة، بمعدل سبع ساعات يوميًا، وتخصيص ساعة ونصف صباحًا ليتلقى الاختصاصيون أسئلة الطلاب ويجيبوا عنها، ووضعها على موقع وزارة التربية وموقع القناة التربوية، للاستفادة منها لاحقًا.

وبحسب تصريحات العزب، بدأ تطبيق الخطة في 2 من نيسان الحالي بمتابعة المنهاج الدراسي من تاريخ التعليق، في 15 من آذار الماضي، وتكثيف الدروس، واختصار الحصة الدرسية من 45 إلى 40 دقيقة، وزيادة ساعات دوام مدارس التعليم المهني، وتكثيف جلسات المراجعة للامتحانات على الفضائية التربوية والمنصات الأخرى، قبل فترة امتحان الشهادتين.

ترى طالبة البكالوريا منى (18 عامًا) من السويداء أن خطة الاستجابة الموضوعة من قبل وزارة التعليم السورية فكرة جيدة وبديلة في ظل الوضع الراهن، ومحاولة من قبل المدارس لجعل الوضع شبه طبيعي، ومواصلة الدراسة لكل طالب يرغب في ذلك.

وفي حديث لعنب بلدي قالت منى (اسم مستعار) إن فاعلية التعليم عن بعد تتوقف على الطالب واستعداداته، فالأمر أشبه بمواصلة الدراسة في المدرسة أو المعهد، إذ إن نظام التعليم “عن بعد” موجود في كل دول العالم، بحسب تعبيرها.

وتوافقها الطالبة رهام (18 عامًا) من دمشق الرأي، إذ ترى أن فكرة التعليم “عن بعد” مناسبة كخطة بديلة، وهي أفضل من خسارة الطالب سنة كاملة بسبب توقف دراسته، إلا في حال عدم تهيؤ الطالب نفسيًا لها.

وبحسب أرقام وزارة الصحة في حكومة النظام السوري، وصل عدد الإصابات بفيروس “كورونا” إلى 19 إصابة، توفي منها شخصان وشفيت حالتان، بينما لم تسجل بعد إصابات في مناطق سيطرة المعارضة.

مقالات متعلقة

  1. التعليم في شمال غربي سوريا.. معلّق بريف حلب ومستمر "عن بعد" في إدلب
  2. منصة للتعليم "عن بُعد" في الشمال السوري
  3. التعليم عن بعد في إدلب.. حضر الطلاب والمعلمون في إدلب وغابت الوسائل
  4. "تربية النظام": 20% من الكوادر التعليمية تلقوا اللقاح المضاد لـ"كورونا"

تعليم

المزيد من تعليم