حذرت منظمتا الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وإنقاذ الطفولة غير الحكومية، من تفاقم عمالة الأطفال السوريين اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط، والتي بلغت مستويات قياسية جراء استمرار الحرب في سوريا وتدهور الأوضاع الإنسانية.
وقالت المنظمتان في تقرير نشر الخميس 2 حزيران، تحت عنوان “يد صغيرة وعبء ثقيل”، إن “النزاع والأزمة الإنسانية في سوريا يدفعان بأعداد متزايدة من الأطفال ليقعوا فريسة الاستغلال في سوق العمل”.
وأكدّ المدير الإقليمي لمنظمة إنقاذ الطفولة في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، روجر هيرن، أن “الأزمة السورية دفعت الملايين إلى الفقر ما جعل معدلات عمالة الأطفال تصل لمستويات خطيرة”، مضيفًا “في وقت تصبح العائلات أكثر يأسًا فإن الأطفال يعملون بشكل أساسي من أجل البقاء على قيد الحياة، ويصبح هؤلاء لاعبين اقتصاديين أساسيين في سوريا أو دول الجوار”.
وأوضح التقرير أن “أربعة من كل خمسة أطفال سوريين يعانون الفقر، بينما يبقى 2.7 مليون طفل سوري خارج المدارس، وهو رقم فاقمه عدد الأطفال المجبرين على الانخراط في سوق العمل”، مبينًا أن الأطفال داخل سوريا يساهمون في دخل عائلاتهم، في أكثر من ثلاثة أرباع العائلات التي شملتها المسوحات.
وفي مسح أجرته المنظمتان على الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين، أظهرت أن نصف أطفال اللاجئين في الأردن يعتبرون “المعيل الرئيسي في العائلة”.
وفي لبنان، فإن أطفالًا بعمر 6 سنوات يعملون في بعض المناطق، فيما يعمل ثلاثة أرباع الأطفال السوريين في العراق لتأمين قوت عائلاتهم، وأوضح المسح أنهم يحققون دخلًا يوميًا يتراوح بين 4-7 دولار أمريكي مقابل العمل لمدة تزيد عن 8 ساعات خلال 6 أيام بالأسبوع.
ورأى التقرير أن أكثر الأطفال عرضة للمخاطر هم الذين ينخرطون في النزاع المسلح والاستغلال الجنسي والأعمال غير المشروعة، مثل التسول المنظم والإتجار بالأطفال، مبينًا أن 75% من الأطفال العاملين في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن يعانون مشاكل صحية، فيما يتعرض 22% من الأطفال العاملين في الزراعة بالأردن إلى “إصابات عمل”.
وشددت المنظمتان على أن الأطفال السوريين يتعرضون لمحاولات التجنيد من قبل مجموعات مسلحة، “سجلت الأمم المتحدة 278 حالة مؤكدة لأطفال بسن 8 سنوات العام الماضي، 77% من تلك الحالات سلّحوا واستخدموا في القتال أو تسجيل المعارك أو أغراض دعائية.
وتواصل معدو التقرير مع أطفال في كردستان العراق، مؤكدين أن 30% منهم تم التواصل معهم بهدف التجنيد، إذ يحقق الأطفال المجندون دخلاً شهريًا يقارب 400 دولار.
ونزح أكثر من نصف السوريين عن منازلهم منذ دخول الثورة صراعها العسكري، لتسجل تركيا ولبنان والأردن أكبر عدد من اللاجئين إليها، في ظل قضايا إنسانية متأزمة أبرزها ملف التعليم ومحو الأمية للأطفال والعمالة والتجنيد والاستغلال الجنسي.
–