في ظل انتشار "كورونا"
انقطاع متكرر للمياه يهدد أهالي الحسكة
عنب بلدي- الحسكة
تشهد مدينة الحسكة ومناطق عدة في ريفها انقطاعًا متكررًا للمياه، من محطة “علوك” المغذية للمنطقة، والواقعة بريف مدينة رأس العين الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المدعومة من تركيا.
تحذر منظمات إنسانية من قطع المياه المتكرر عن نحو 600 ألف شخص في شمال شرقي سوريا، في ظل انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وتتهم حكومة النظام السوري ومنظمات إنسانية عالمية ومحلية تركيا بقطع المياه المتكرر عن أهالي الحسكة، بينما يتهم المجلس المحلي في مدينة رأس العين كلًا من حكومة النظام و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بقطع الكهرباء اللازمة لتشغيل المحطة.
الصهاريج بديل
لتعويض انقطاع المياه المتكرر، قال مدير مؤسسة المياه في مدينة الحسكة، محمود العكلة، إنهم يزودون سكان الحسكة والتجمعات السكانية في ناحية تل تمر بمياه الشرب عن طريق نقلها بالصهاريج من آبار “نفاشة”، بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في أواخر شباط الماضي، متهمًا الجيش التركي بالوقوف وراء إغلاق محطة آبار “علوك”.
وبحسب “سانا” تضم محطة مياه آبار “علوك” 30 بئرًا ارتوازيًا، تم استثمارها عام 2013، وتغذي مدينة الحسكة والريف الغربي بكمية مياه تقارب 175 ألف متر مكعب من مياه الشرب يوميًا، وهي حاجة مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها.
وسيطرت تركيا خلال معركة “نبع السلام” التي انطلقت في 9 من تشرين الأول 2019، وانتهت في 22 من الشهر نفسه، على مدينتي تل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة.
منظمات إنسانية تتهم تركيا
حذرت منظمة “هيومن رايتش ووتش”، من استخدام المياه كسلاح حرب، في ظل انتشار فيروس “كورونا”، بحسب تقرير لها، في 31 من آذار الماضي، حول خطورة قطع المياه عن مدينة الحسكة وقراها.
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في المنظمة، مايكل بيج، إنه “في خضم وباء عالمي، قطعت السلطات التركية إمدادات المياه عن المناطق الأكثر ضعفًا في سوريا”، ودعا السلطات التركية لبذل كل جهودها لاستئناف توريد المياه من محطة “علوك”.
وأشارت “هيومن رايتش ووتش”، استنادًا إلى تقارير منظمات إنسانية عاملة في المنطقة، إلى أن بدائل ضخ المياه من محطة “علوك” غير كافية، بينما يوفر نقل المياه بالصهاريج أقل من 50% من احتياجات السكان، فضلًا عن تكلفته الكبيرة.
وأدان بيان صادر عن 49 منظمة سورية، في 27 من آذار الماضي، استهداف تركيا المتكرر لمحطة مياه “علوك” وحرمان السكان بشكل متعمد من المياه الصالحة للشرب والاستعمال، واعتبرت ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي ويشكل “جريمة حرب”.
وحذر البيان من أن تكرار عمليات وقف ضخ المياه الصالحة للشرب، يدفع الأهالي إلى استخدام مصادر مياه غير آمنة، الأمر الذي يشكل خطرًا كبيرًا على حياتهم، خاصة في ظل جهود التصدي لانتشار فيروس “كورونا”.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) استنكرت في بيان لها أصدرته، في 23 من آذار الماضي، قطع المياه المغذية لمناطق شمال شرقي سوريا، في الوقت الذي يبذل العالم جهودًا لمكافحة فيروس “كورونا”.
وحثت المنظمة على عدم استخدام محطات المياه لتحقيق مكاسب عسكرية أو سياسية، “لأن الأطفال سيكونون أكثر المتضررين.”
“محلي” رأس العين يرد
رئيس المجلس المحلي لمدينة رأس العين، مرعي اليوسف، قال في حديث لعنب بلدي، إن قطع المياه من محطة “علوك” ناتج عن قطع الكهرباء، إن كان مصدرها “سد تشرين” الواقع تحت سيطرة النظام السوري، أو من منطقة السويدية الخاضعة لسيطرة “قسد”.
وأضاف أن خط الكهرباء المغذي لمحطة “علوك” عليه حمولات كثيرة، ويغذي جميع القرى الواقعة شرقي مدينة رأس العين، لذلك يتعرض دائمًا لهبوط في الجهد وأعطال تتسبب بتوقف ضخ المحطة.
وحول المفاوضات التي بدأت في وقت سابق بين الجانبين التركي والروسي لحل مشكلة محطة “علوك”، قال اليوسف، لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن، وما زال “النظام وقسد والروس يماطلون ويكذبون في مسألة إيصال الكهرباء إلى المنطقة”.
وأوضح أن النظام لم يوافق حتى الآن على مطلبهم بتزويد محطة المبروكة بـ30 ميغا واط كهرباء من “سد تشرين”، لتتم تغذية محطة رأس العين الكهربائية، وضمان استمرار عمل محطة “علوك”، وتوفير الكهرباء لجميع مناطق “نبع السلام” (إشارة إلى المناطق التي سيطرت عليها تركيا في عملية نبع السلام 2019).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :