إخوان عبد الحليم خدام المسلمون

  • 2020/04/05
  • 12:00 ص
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

أين الغرابة في أن يترحم الأستاذ زهير سالم، الناطق الرسمي السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، على عبد الحليم خدام؟ ألم يشكل هذان الطرفان، في يوم من الأيام، جبهة خلاص لسوريا من استبداد بشار الأسد؟ الغرابة هي أن يسارع مراقب الجماعة محمد حكمت وليد إلى نفي أن يكون قد عزى به.

ليش، أعني لماذا تقعون في كل هذا التناقض يا جماعة الخير؟ الرحمة، وهذا الأمر يعرفه الأستاذ زهير سالم جيدًا، تجوز على كل أمة الله، عدا المفكر صادق جلال العظم طبعًا. لذلك عاتب زهير أحدَ إخوته، عقب وفاة صادق، بقوله: أتسخر منه أم من نفسك؟ عاش عمره يشهر الإلحاد ويفلسفه ويناضل عنه وتقول: الله يرحمه!

هنا تتضح الفكرة على نحو لا يقبل الالتباس، وهي أن زهير سالم يؤثر أن يدافع عن الله سبحانه وتعالى، ويختص بمحاربة الإلحاد، ويترك الأمور الدنيوية الزائلة لغيره من البشر. لا يهتم، مثلًا، لأرواح عشرات الألوف من الإخوان المسلمين الذين قتلهم حافظ الأسد حينما كان عبد الحليم خدام مستشارَه، و”هدهده” (على حد تعبير مظفر النواب)، ولا لعذابات عشرات الألوف من الشبان الذين أهدرت زهرات شبابهم في سجن تدمر لمجرد الاشتباه بتعاطفهم مع جماعة الإخوان.

لقد صدر القانون رقم 49 في سنة 1980، عندما كان أبو جمال خدام على سروج خيله، وهو لم يعترض عليه بالطبع، إذا لم نقل إنه صاحب فكرته. وينص على إعدام كل منتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين بأثر رجعي.

رويدك أستاذ زهير، فـ”الرجعي” هنا لا تعني هنا نقيض “التقدمي”، بل تعني، حرفيًا أنه إذا كان هناك ولد في أول طلعته على الدنيا، ذهب إلى الجامع، فتصيده أحد ناشطي الإخوان، وعرض عليه فكرة الانتساب إلى الجماعة، فانساق الولد مع عواطفه الدينية البريئة، وانتسب، وعندما كبر، وترعرع، ذهب إلى الثانوية العامة وهنالك أقنعه بعض أصدقائه أن يكون ناصريًا، فكان، ثم جاء موجه المدرسة ووزع على الطلاب استمارات للانتساب (الإجباري) إلى اتحاد شبيبة الثورة وحزب البعث، فملأ الاستمارتين وحصل بعد ذلك على رقم شبيبي ورقم حزبي، ثم صار، بعد حصوله على الشهادة الجامعية، شيوعيًا ملحدًا، مثل الدكتور صادق العظم، يعدم استنادًا إلى منطق “الأثر الرجعي” المذكور في القانون 49 إياه.

عندما يذكر الأستاذ سالم في تغريدة التعزية أن الأستاذ عبد الحليم خدام انشق عن النظام في سنة 2006، فهذا يعني إعطاءه أهمية كبرى لهذا الانشقاق، ويعني، كذلك، أنه لم ينتبه إلى أن خدام انشق عن نظام بشار، فقط، ولم يأتِ مرة واحدة على ذكر مؤسس جمهورية الخوف حافظ الأسد بسوء، بل كان يسبق اسمه حينما يلفظه بكلمة “الرئيس”، وقد نفذ خدام رغبة “الرئيس” المذكور في نقل السلطة بسلاسة إلى بشار، وتمكينه من السلطة، ووقوفه الشهير في وجه ناشطي المجتمع المدني، وكراهيته المستمرة للإخوان أنفسهم، بدليل قوله عندما انشقوا عن جبهة الخلاص سنة 2009، الإخوان كانوا يشكلون ثقلًا على الجبهة!

مقالات متعلقة

  1. عادت "حماس" إلى مكانها الطبيعي
  2. من هنية والزهار إلى زهير سالم
  3. "إخوان سوريا" تتنصل من آراء متحدثها السابق بخصوص تركيا
  4. كبير الشبيحة زهير عبد الكريم

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي