يقول الصحفي والكاتب الكندي كارل أونوريه في كتابه “في مديح البطء.. حراك عالمي يتحدى عبادة السرعة” إن “السرعة ليست دائمًا السياسة الأفضل، فالتطور يعمل وفق مبدأ البقاء للأصلح، وليس الأسرع”.
ويذكّر الكاتب بمن فاز في سباق السلحفاة والأرنب، إذ يرى أنه حين نسرع في حياتنا، ونحشو المزيد في كل ساعة فيها، فإننا نحمّل أنفسنا فوق طاقتها إلى حد الانهيار.
يشرح أونوريه في كتابه فلسفة البطء، وفوائده من الناحية الصحية والجسدية وعلى الحياة الاجتماعية، وفلسفة الإسراع والعوامل المترتبة عليها كارتفاع الأمراض ونسبة الوفيات، وذلك من خلال عدة مقالات ودراسات وتحليلات.
ويستعرض الكاتب في مقدمته “عصر الغضب”، مصطلح “مرض الوقت” أو الاعتقاد الوسواسي بأن الوقت لا يكفي للإنجاز، وبالتالي الإسراع لإنجاز الأمور، ويدعو إلى ضبط الإيقاع المناسب للحياة، واختيار السرعة والبطء بحسب الحاجة إليهما.
بينما يروي في فصل “افعل كل شيء بسرعة” كيفية بدء التوقيت الزمني وانضباط الأقدمين بنظام الليل والنهار، ويتحدث في فصلي “الطعام: الانقلاب على السرعة” و”المدن: مزج القديم بالجديد” عن نماذج عالمية تدعو إلى حراك عالمي للبطء مثل “حركة الطعام البطيء” والمدن البطيئة أو مدن الاسترخاء في إيطاليا.
ويطرح في فصل “ثنائية الذهن والجسد” كيفية تخفيف حدة الصراعات التي تدور في العقل البشري عن طريق التأمل والاسترخاء.
ولا يدعو الكتاب في فصوله العشرة المتنوعة المواضيع إلى الكسل، وإنما للإنجاز باسترخاء وعمق، ولإبطاء إيقاع الحياة والحركة لعيش التفاصيل والاستمتاع أكثر.
حقّق الكتاب مبيعات قياسية في كثير من البلدان، وترجمه إلى اللغة العربية الكاتب الصحفي والمستشار الإعلامي ماهر الجنيدي، وحصل على تقييم3.69 في موقع تقييم ومناقشة الكتب “Goodreads”.
وانتقد بعض قراء الكتاب العرب على موقع “Goodreads” ما اعتبروه كثرة التكرار والحشو في بعض الفصول، ومنهم من رأى أن الكاتب منفصل بشكل كبير عن حقيقة الواقع، في العالم الذي يدفع بالضرورة إلى عالم متعجّل.