قلَب فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) الآخذ في الانتشار الحياة اليومية لملايين الناس، إذ أصبح التباعد الاجتماعي السمة المسيطرة على معظم أوقاتهم، محاصرين في المنزل.
ومنع “كورونا” البشر من الذهاب إلى معظم الأماكن، بما في ذلك دور السينما التقليدية.
وعملت دور السينما منذ فترة طويلة كملاذ في أوقات الحرب، واستمرت شاشاتها بلا هوادة تقريبًا في القرن الماضي، وفقًا لصحيفة “التايمز“.
لكن الجائحة الجديدة سببت أزمة حادة لشباك التذاكر في صالات السينما حول العالم، لكن بعض هذه الصالات لم تغلق أبوابها، إنما عملت على اتخاذ إجراءات احترازية صحية.
ووفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، فرضت أكبر صالات السينما في أيرلندا الشمالية هذه الإجراءات من خلال الحفاظ على مسافة متر (حوالي ثلاثة أقدام) بين رواد السينما وترك مقاعد فارغة إلى جانبهم.
إقبال على سينما الهواء الطلق
كانت سينما “Drive-In” في ولايات أمريكية انتشر فيها فيروس “كورونا” ملاذًا آمنًا لكثير من العائلات، فبذلك عرف الناس أن لديهم بيئة آمنة أخرى بدلًا من البقاء في المنزل.
“Drive-In” هو شكل من أشكال السينما يتألف من شاشة كبيرة في الهواء الطلق ومنصة عرض، بالإضافة إلى مساحة واسعة تأخذ السيارات أماكنها فيها قبل بدء الفيلم.
ويمكن للفرد مشاهدة الأفلام من سيارته الخاصة، وتحتوي بعض سينما “Drive-In” على ملاعب صغيرة للأطفال وبعض الطاولات أو مقاعد للتنزه.
ويمكن أن يجلس 700 شخص أو أكثر بشكل مريح في المكان الذي يتسع أحيانًا لأكثر من 40 سيارة داخل أرضيات المسرح بموقع مناسب لمشاهدة العرض، وهي سمة من سمات المكان الذي يسعد أصحاب السيارات.
ورحبت شركة “Paramount” لسينما الهواء الطلق، المنشأة في عام 1946، بـ136 سيارة وباعت أكثر من 300 تذكرة دخول، بينما تتوقع الشركة أن تستمر أعمالها في النمو غير المسبوق خلال انتشار الفيروس في الأسابيع المقبلة، بحسب تقرير “التايمز”.
وهذه المبادرات تكون في المناطق الأمريكية التي لم تتضرر كثيرًا بتفشي “كورونا”، وسط عدم تأكيد إلى الآن باعتبار مسارح العرض هذه أماكن تجمع ينبغي إغلاقها أم لا.
لكن عند الدخول إلى سينما الهواء الطلق يجب على المشاهد أن يظل في نطاق سيارته الخاصة.
وعند مشاهدة فيلم من خلال السيارة يتطلب هذا السلوك القليل من الاتصال البشري أو انعدامه في بعض الأحيان، ويرجع ذلك إلى أن الناس تقتصر مشاهدتهم على البقاء في سياراتهم في أثناء العرض.
ويكون الاتصال الوحيد مع موظفي المسرح عند شراء تذكرة من عامل يرتدي قفازًا في كشك القيادة.
بعد ذلك، يفحص عامل آخر، يرتدي القفازات أيضًا، التذاكر بالقرب من مدخل منطقة وقوف السيارات، ولا ينبغي وضع المركبات بجوار بعضها مباشرة.
وفي ظل استمرار تزايد أعداد المصابين بفيروس “كورونا”، الذي بلغ عددهم حتى الآن أكثر من مليون و400 ألف حالة إصابة مؤكدة، تطرح صحيفة “التايمز” مدى إمكانية أن تظل دور السينما مغلقة، بالتزامن مع تطبيق قيود حكومية حول العالم لمواجة الفيروس يوميًا.
تاريخ سينما الهواء الطلق
بعد عام 1946 أدى زيادة عدد مالكي السيارات وسكان الضواحي والريف في أمريكا الشمالية إلى ازدهار مجال سينما “Drive-In”، حيث فتحت المئات كل عام.
وجاءت ذروة شعبية هذا الشكل من أشكال السينما في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، خاصة في المناطق الريفية، إذ كانت بديلًا أرخص من صالات السينما التقليدية، لأن تكلفة بناء وصيانة سينما الهواء الطلق أرخص من تكلفة صيانة صالات العرض التقليدية، ما أدى إلى انخفاض التكلفة الإجمالية للحضور.
–