قالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، إن الأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عن تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) “لا مثيل لها”، مشيرة إلى أن 90 دولة طلبت الحصول على دعم من الصندوق لمواجهة الفيروس.
وخلال مؤتمر صحفي عقدته أمس، الجمعة 3 من نيسان، في مقر منظمة الصحة العالمية بمدينة جنيف السويسرية، أشارت إلى أن التداعيات الاقتصادية الحالية جراء انتشار فيروس “كورونا” هي أسوأ بكثير من الأزمة المالية العالمية عام 2008.
ولفتت جورجيفا إلى أن صندوق النقد الدولي يعمل مع البنك الدولي وغيره من المؤسسات المالية الدولية على التخفيف من الآثار الناتجة عن تفشي الفيروس، الذي أصاب ما يزيد على مليون شخص حول العالم.
وأبدت استعداد الصندوق لاستخدام احتياطي الطوارئ الذي يملكه، والبالغ تريليون دولار، في مساعدة الدول المتضررة من انتشار الفيروس.
وأشارت إلى أن أكثر من 90 دولة حول العالم قدمت طلبات للحصول على مساعدة الصندوق حتى الآن، مضيفة “نحن لم نشهد قط مثل هذه الطلبات المتزايدة للحصول على تمويل طارئ”.
وأوضحت جورجيفا أن الدول ذات الاقتصادات الصاعدة والنامية هي الأشد ضعفًا أمام تفشي الفيروس، وأنها تفتقر للموارد اللازمة لحماية مواطنيها من التداعيات الاقتصادية الناجمة عنه، خاصة في ظل سحب كثير من المستثمرين أموالهم منها.
وأكدت أن العالم يمر بمحنة يعتمد مدى سرعة وفعالية تخطيها على الإجراءات المتخذة في الوقت الحالي.
وكان “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” توقع وصول حجم الخسائر في الدول النامية نتيجة تفشي فيروس “كورونا”، إلى أكثر من 220 مليار دولار، مناشدًا المجتمع الدولي دعم الموارد فيها لمنع انهيارها الاقتصادي.
وجاء في بيان أصدره البرنامج، في 29 من آذار الماضي، “من المتوقع أن تتجاوز خسائر الدخل 220 مليار دولار في البلدان النامية، مع فقدان ما يقرب من نصف جميع الوظائف في إفريقيا”.
وأشار البيان إلى أن التداعيات الناجمة عن انتشار فيروس “كورونا” تهدد بضرب الدول النامية بشكل غير متناسب، مبينًا أنها لن تقتصر على كونها أزمة صحية على المدى القصير فحسب، بل ستتحول إلى أزمة اقتصادية واجتماعية مدمرة خلال الأشهر والسنوات المقبلة.
ولفت البيان إلى أن حوالي 55% من سكان العالم محرومون من خدمات الحماية الاجتماعية، وهو ما سيؤثر على خدمات حقوق الإنسان والتعليم، وقد يصل إلى الأمن الغذائي الأساسي.
وحتى مساء أمس، الجمعة، بلغ عدد المصابين بفيروس “كورونا” حول العالم نحو مليون و84 ألفًا، توفي منهم نحو 59 ألفًا، بينما تماثل للشفاء حوالي 228 ألفًا.
–