ثلاث سنوات على مجزرة الكيماوي في خان شيخون.. الجاني سيد الأرض

  • 2020/04/04
  • 4:18 م
وقفة احتجاجية في مدينة إدلب إحياءً للذكرى الثالثة لمجزرة الكيماوي التي نفذها النظام السوري على خان شيخون- 4 من نيسان (عنب بلدي)

وقفة احتجاجية في مدينة إدلب إحياءً للذكرى الثالثة لمجزرة الكيماوي التي نفذها النظام السوري على خان شيخون- 4 من نيسان (عنب بلدي)

مع ساعات الصباح الأولى وفي 4 من نيسان 2017 تعرضت مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي لقصف من طيران النظام السوري، لكنه ليس كسابقه من الاستهدافات التي ضربت المدينة.

صواريخ محملة بغاز السارين السام هبطت على الأحياء السكنية في المدينة وأدت لمقتل نحو 95 شخصًا، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، وإصابة حوالي من 540 آخرين حسبما أحصاه “الدفاع المدني السوري”.

حُفرت ذكرى المجزرة في أذهان الأهالي الذين أحيوها  في العامين الماضيين على أرضهم، لكنهم لم يتمكنوا اليوم من ذلك، إذ سيطرت قوات النظام على المدينة منذ آب 2019، بعد قصف متواصل على الأحياء السكنية، أجبر الأهالي على النزوح إلى مناطق متفرقة في مناطق سيطرة فصائل المعارضة بحلب وإدلب.

ولم يكتف النظام وروسيا بقصف المدينة بالغازات السامة، فقد طالتها بعدها عشرات الغارات الجوية وموجات القصف المدفعي، واستهدفت روسيا عبر طيرانها المدينة بعدة غارات جوية، عقب وقفة احتجاجية لإحياء الذكرى الثانية لمجزرة الكيماوي نظمها مواطنون وناشطون من أهل المدينة، العام الماضي.

ولم يثن التهجير والنزوح أهالي خان شيخون عن الدعوة لإحياء ذكرى المجزرة في مكان آخر، ووقفوا اليوم في مدينة إدلب وأحيوا ذكراها ونددوا بتهجيرهم وحرمانهم من زيارة قبور قتلاهم.

وقفة تضامنية لإحياء الذكرى الثانية لمجزرة الكيماوي في خان شيخون بريف إدلب – 4 من نيسان 2019 (عنب بلدي)

لم يلق النظام محاسبة على قصف المدينة بالسلاح المحرم دوليًا، فالحليف الروسي استخدم حق النقض (الفيتو) مرتين، لإفشال عمل لجنة التحقيق الدولية، التي توصلت في أحد تقاريرها إلى مسؤولية النظام السوري عن استخدام الكيماوي في خان شيخون.

واكتفت الولايات المتحدة في 7 نيسان 2017، بقصف مطار الشعيرات العسكري شرقي مدينة حمص وسط البلاد، والذي انطلقت منه الطائرة المحملة بصواريخ السارين، بـ59 صاروخًا موجهًا من طراز “توماهوك”، ردًا على الهجوم الكيماوي.

ويعتبر قصف خان شيخون بالأسلحة الكيماوية من أعنف حملات القصف الذي نفذها النظام على مناطق سيطرة المعارضة إلى جانب استهداف الغوطة الشرقية في آب 2013 ودوما في نيسان 2018، بالغازات السامة.

من أول المشوار

منذ انطلاق شرارة الثورة السورية في العام 2011، خرجت أولى المظاهرات المناهضة للنظام في خان شيخون، في نيسان من نفس العام.

تعرضت على إثرها المدينة لعدة حملات عسكرية وأمنية من قبل قوات النظام السوري، في آب وأيلول وتشرين الأول من العام 2011، واعتُقل العشرات من أبنائها، وأحرقت قوات النظام بيوت وممتلكات للأهالي ونصبت الحواجز العسكرية داخل المدينة ومحيطها.

وبعد تنامي قوة المنشقين عن النظام في المدينة، شن النظام حملة عسكرية في تموز 2012، وأخرج عناصر المعارضة المسلحة من المدينة، وسيطر عليها بالكامل.

وفي شباط 2014 نفذت فصائل المعارضة عدة هجمات على نقاط تمركز قوات النظام في المدينة، استمرت نحو ثلاثة أشهر وأدت للسيطرة عليها، ما مهد لاحقًا لتحرير مدينة إدلب بالكامل.

تقع خان شيخون على الطريق الدولي دمشق- حلب “M5″، وما يزيد من أهميتها الاستراتيجية توسطها مناطق ريف حماة الشمالي جنوبًا، وسهل الغاب غربًا، ومنطقة جسر الشغور ومعرة النعمان شمالًا، والسهول الفسيحة المتصلة بالبادية السورية شرقًا.

القصف على مدينة خان شيخون – 1 حزيران 2019 (المجلس المحلي لخان شيخون)

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا