حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن ملايين البشر حول العالم مهددون بنقص الغذاء، خاصة في البلدان التي تعتمد على استيراد المواد الغذائية، والتي تشهد حروبًا، وذلك في ظل انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وخلال مؤتمر صحفي، عبر الفيديو، عقده كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي، عارف حسين، أمس الجمعة 3 من نيسان، قال، “نواجه بشكل عام صدمة في الإمدادات عندما نكون أمام أزمة جفاف أو صدمة في الطلب مثلما يحدث في ظل الركود، ولكننا اليوم نواجه كليهما”.
وأضاف، “أن نشهد هاتين الأزمتين في الوقت نفسه وعلى نطاق عالمي، هذا ما يجعله بالفعل وضعًا غير مسبوق”.
وفي تقرير للبرنامج صدر أمس، أكد أن العواقب الاقتصادية المترتبة على انتشار فيروس “كورونا” ستكون مدمرة بالنسبة للعديد من الدول الفقيرة أكثر من المرض نفسه.
وأوضح التقرير أن تجارة القمح والذرة والأرز وفول الصويا تغذي نحو 2.8 مليار شخص حول العالم، منهم 212 مليونًا يعانون من انعدام الأمن الغذائي المزمن، و95 مليونًا يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأشار التقرير إلى أن القارة الإفريقية هي الأكثر تعرضًا للتهديد، إذ إنها استوردت ما يزيد على 40 مليون طن من الحبوب في عام 2018.
كما لفت إلى أن جنوب السودان والصومال هما الأكثر تعرضًا لتعطيل إمدادات الحبوب، في الوقت الذي تعتمد نيجيريا وتشاد وأنغولا على صادراتها من أجل دفع ثمن وارداتها الغذائية.
وبيّن التقرير أن من بين الدول الأكثر تهديدًا بنقص الغذاء أيضًا، سوريا واليمن اللتين تعانيان من آثار الحرب، والدول المصدرة للنفط ومنها العراق وإيران.
وقد أدت التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس “كورونا”، لا سيما إغلاق الحدود بين الدول، إلى إعاقة انتقال المواد الغذائية من مخازن الحبوب في العالم إلى أماكن استهلاكها، وفقًا للتقرير.
وكان برنامج الأغذية العالمي أصدر تقريرًا، في 5 من آذار الماضي، قال فيه إن عدد السوريين المحتاجين إلى مساعدات إنسانية وصل إلى 11 مليونًا، بينهم خمسة ملايين طفل.
وبحسب التقرير، وصل عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي في سوريا إلى 7.98 مليون شخص في عام 2019، وهو ما يعادل ثلث السوريين.
ووصف التقرير سوريا “بالدولة المحطمة” بسبب الحرب، مشيرًا إلى أن البرنامج يقدم مساعداته الغذائية إلى سبعة ملايين شخص داخل سوريا.
–