ترامب يتدخل لوقف “تدمير” القطاع.. توجه لإنهاء “حرب أسعار” النفط بين السعودية وروسيا
تعتزم منظمة الدول المصدر للنفط (أوبك) عقد اجتماع خلال الأيام المقبلة، بهدف إيجاد حل لتدهور أسعار النفط عالميًا نتيجة الحرب المشتعلة بين روسيا والسعودية، على خلفية تراجع الطلب على الذهب الأسود في ظل جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
ودعت السعودية إلى هذا الاجتماع بعد اتصال هاتفي أمس، الخميس 2 من نيسان، بين ولي العهد، محمد بن سلمان، و الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وزارة الطاقة في أذربيجان قالت إنه من المزمع عقد الاجتماع بتاريخ 6 من نيسان الحالي، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، بحسب وكالة “الأناضول“.
وعقب الإعلان عن الاجتماع، قفزت أسعار النفط الخام أكثر من 25%، إلى 30.6 دولار للبرميل، بعد هبوط سعره إلى نحو 16.87 دولار في بداية نيسان الحالي، وهو أدنى سعر لبرميل النفط منذ عام 2005.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر في “أوبك” اليوم، الجمعة 3 من نيسان، أن مجموعة تحالف “أوبك” ودولًا مصدرة للنفط الخام، تناقش خفضًا للإمدادات العالمية بواقع عشرة ملايين برميل يوميًا.
وأضاف أن أي تخفيضات إضافية يجب أن تضم منتجين من خارج التحالف، في إشارة إلى روسيا التي رفضت منذ البداية الاستجابة لتخفيض إنتاج النفط في ظل جائحة “كورونا”.
ودفع الخلاف السعودي- الروسي، إلى قيام السعودية برفع الإنتاج من النفط وإغراق الأسواق العالمية، وبالتالي تراجع الأسعار بشكل كبير بسبب انخفاض الطلب على النفط، وخصوصًا من قبل الصين، التي تعتبر من أكبر الدول المستوردة للنفط في العالم.
وتسببت جائحة “كورونا” بتوقف معظم الشركات والمصانع في الصين عن الإنتاج، وكذلك الحال في عدد كبير من الدول بسبب تفشي الفيروس.
ما الذي يدفع ترامب للتدخل؟
رجح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن روسيا والسعودية ستتوصلان إلى اتفاق لإنهاء حرب الأسعار الدائرة بينهما.
وقال ترامب، إنه أجرى محادثات في الآونة الأخيرة مع القيادات في كل من روسيا والسعودية، وإنه يعتقد أن البلدين سيبرمان اتفاقًا لإنهاء حرب الأسعار الدائرة بينهما في غضون “أيام قليلة”، ما سيؤدي لخفض الإنتاج وعودة أسعار النفط للصعود.
و خلال مؤتمر صحفي قبل يومين، قال ترامب إنه “سيلتقي بمنتجي النفط المستقلين يوم الجمعة أو السبت، وربما الأحد، وسيعقد كثيرًا من الاجتماعات بخصوص الأمر”.
وأضاف الرئيس الأمريكي أنه دعا المسؤولين التنفيذيين لشركات النفط إلى البيت الأبيض لبحث سبل مساعدة القطاع الذي “دُمر”، بحسب تعبيره، بسبب انهيار الطلب على الطاقة، في أثناء جائحة فيروس “كورونا” وحرب الأسعار بين السعودية وروسيا.
وطالبت شركات إنتاج النفط الصخري الأمريكي، بفرض عقوبات على كل من السعودية وروسيا لتسببهما بتدهور أسعار النفط، بحسب تقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز” اليوم، الجمعة.
وتقول الصحيفة إن منتجي النفط الصخري يواجهون تهديدًا وجوديًا بعد انهيار الطلب على النفط وسط أزمة فيروس “كورونا” وحرب الأسعار التي بدأتها السعودية وروسيا، والتي أدت إلى انهيار سعر برميل النفط الخام إلى 20 دولارًا.
وتوقع مستثمرون إفلاس عدد كبير من منتجي النفط الصخري في حال استمرت أسعار النفط في التدهور، بينما تم بيع سندات بعض هذه الشركات، بحسب التقرير.
و نظرًا لتكلفة إنتاجه المرتفعة مقارنة مع إنتاج النفط العادي، تعتبر صناعة النفط الصخري غير مجدية عندما يصبح سعر برميل النفط أقل من 50 دولارًا.
لذلك فإن شركات إنتاج النفط الصخري، ليست قادرة على مواكبة انخفاض الأسعار، وبالتالي تصبح في مواجهة خطر توقف إنتاجها وإفلاسها.
النفط الصخري
هو نوع من النفط الخفيف، يتم إنتاجه من صخور تحتوي ترسبات مادة الكيروجين، ويتم تحويلها بالحرارة إلى سائل هيدروكربوني بديل للنفط الخام.
وتعتبر عملية إنتاج النفط الصخري أكثر صعوبة وتعقيدًا، وذات تكلفة مرتفعة مقارنة بإنتاج النفط العادي.
وشكل استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1944، ثورة ضخمة، وأصبحت حاليًا أكبر دولة منتجة للنفط في العالم بمعدل إنتاج بلغ نحو 15 مليون برميل نفط يوميًا.
تصنف السعودية كثاني أكبر دولة منتجة ومصدرة للنفط في العالم تليها روسيا.
ولم تنضم روسيا حتى الآن إلى منظمة “أوبك“، لكنها عضو في تحالف ” أوبك بلس” الذي يضم دول “أوبك” وعشر دول نفطية أخرى.
واتفق تجمع “أوبك بلس” منذ بداية عام 2018 على خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا، من أجل استعادة استقرار أسعار النفط بعد تراجعها الحاد في سنوات سابقة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :