تحت اسم “ملحمة الاستنزاف”، أصدر تنظيم “الدولة الإسلامية” إصدارًا جديدًا حول عملياته العسكرية التي يقوم بها ضد قوات النظام في ريف البادية السورية، في محاولة منه لإيصال رسالة بأنه ما زال موجودًا.
اللافت في الإصدار، الذي اطلعت عليه عنب بلدي، هو تركز عمليات التنظيم في البادية السورية وخاصة في قرى منطقة السخنة بريف حمص الشمالي، التي أطلق عليها التنظيم اسم “أم القرى” بعد سيطرته عليها في 2015.
ويظهر التسجيل مهاجمة شاحنات وأرتال عسكرية لقوات النظام السوري، إلى جانب عمليات إعدام بإطلاق النار أو الذبح بالسكاكين لمقاتلين قال التنظيم إنهم من عناصر النظام أو “لواء القدس” المدعوم إيرانيًا.
ويظهر الإصدار الجديد للتنظيم تنقّل عناصره في الطرق الفرعية للبادية السورية، وشن هجمات مفاجئة، إلى جانب وجود أسلحة متوسطة بحوزة العناصر وصواريخ “كونكورس” المضادة للدروع.
وتحولت مدينة السخنة، التي تعتبر المدينة الثانية في البادية السورية (بعد تدمر)، وتتبع إداريًا لمحافظة حمص، خلال الأشهر الماضية، إلى مركز نشاط لعمليات التنظيم في البادية.
ونشرت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم “الدولة”، في شباط الماضي، تقريرًا مصورًا، للهجوم على قوات النظام قرب السخنة، وتضمن التقرير مجموعة من الصور لقتلى النظام في المدينة، الذين سقطوا في اشتباكات مع عناصر التنظيم.
كما أعلن، في 17 من تشرين الثاني 2019، قتل وإصابة عدد من قوات النظام السوري في كمين بمنطقة السخنة، وذلك بعد أسابيع على مقتل زعيمه السابق “أبو بكر البغدادي” بقصف أمريكي في إدلب شمالي سوريا.
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، يتحصن تنظيم “الدولة” في جيب يمتد بين محافظتي حمص ودير الزور، من أطراف منطقة السخنة حتى حدود مدينتي البوكمال والميادين في دير الزور.
وشهدت مدينة السخنة، خلال السنوات الماضية، معارك كر وفر بين التنظيم وقوات النظام، إذ سيطر التنظيم عليها في أيار 2015، بعد معارك وُصفت بالعنيفة، لتكون بوابة لسيطرته على مدينة تدمر عقب ذلك.
وألغى التنظيم اسم المدينة (السخنة)، وأطلق عليها اسم “أم القرى”، ونشر حينها صورًا تظهر وفودًا من عشائر المدينة في خيمة كبيرة (بيت شعر) قدمت البيعة للبغدادي، واعتبر إعلام التنظيم ذلك “بيعة عشائر مدينة أم القرى لأمير المؤمنين”.
واستمرت سيطرة التنظيم قرابة العامين على المدينة، قبل أن يبدأ النظام السوري، بدعم روسي، حملة عسكرية، واستعاد السيطرة عليها في آب 2017، لينتهي آخر حصن عسكري لتنظيم “الدولة” في ريف حمص.
وخلال الأشهر الماضية، تحصن تنظيم “الدولة” في جيب يمتد بين محافظتي حمص ودير الزور، من أطراف منطقة السخنة حتى حدود مدينتي البوكمال والميادين في دير الزور.
ويتخذ من تلك المناطق جيوبًا صغيرة ومتفرقة، وتتركز عملياته على شكل هجمات سريعة وخاطفة ضد قوات الأسد على امتداد البادية السورية، في خطوة للسيطرة على السلاح والذخائر كهدف أساسي.
وكانت أبرز عمليات التنظيم، في 22 من آذار 2019، عندما أعلن مقتل ستة عناصر روس، إثر كمينين في بادية السخنة بريف حمص الشرقي، وتبع ذلك في 8 من نيسان من العام نفسه، مقتل ضابطين روسيين عرضت جثتيهما وكالة “أعماق.
ويأتي ذلك في ظل تحذيرات من عودة نشاط تنظيم “الدولة”، وسط انشغال العالم بجائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وذكرت “مجموعة الأزمات الدولية” في تقريرها “التناقض مع داعش في زمن كورونا“، المنشور الثلاثاء الماضي، وجوب استعداد العالم لهجمات جديدة للتنظيم، الذي يمكن أن يستغل الفوضى التي يسببها الفيروس، منتهزًا الفرصة لا متأثرًا بها.
–