يقترب شهر رمضان وسط صدى التحذيرات الحكومية من خطر تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، بالتزامن مع فرض حظر التجول في عدة مدن حول العالم.
ودعت السلطات في بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى التزام مواطنيها بالبقاء في منازلهم ضمن إجراءات الحجر الصحي الجماعي، للوقاية من انتقال عدوى الفيروس.
وفي هذه الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم، لم تسلم الشعائر الدينية من تأثير الفيروس، إذ فرضت وزارة الداخلية السعودية اليوم، الخميس 2 من نيسان، حظر التجول في مكة المكرمة والمدينة المنورة على مدار 24 ساعة حتى إشعار آخر.
كما توقفت الزيارات إلى الأماكن المقدسة في العراق وإيران، وتراجع قطاع السياحة الدينية، بالإضافة إلى إلغاء صلاة الجمعة في بلدان إسلامية عدة.
وأثر منع السفر وإجراءات العزل الصحي على عبادات إسلامية مثل العمرة وواجبات العزاء.
ما هو حال الصيام؟
في أول موقف لمرجعية دينية حول صيام شهر رمضان مع تفشي “كورونا”، أعلن مركز “الأزهر للفتوى” اليوم، الخميس، أن “الحديث عن بقاء فم الصائم رطبًا طوال اليوم، كإجراء وقائي من العدوى بفيروس كورونا المستجد، أمر سابق لأوانه”.
وقال “الأزهر” في نص الفتوى إنه “لا يجوز للمسلم أن يفطر رمضان إلا إذا قرر الأطباء وثبت علميًا أن الصيام سيجعله عرضة للإصابة والهلاك بفيروس كورونا”.
وحفظ النفس بصيانتها بكل الطرق والسبل للابتعاد عن المخاطر والهلاك، مبدأ حث دين الإسلام عليه، لكن “لم يثبت علميًا حتى هذه اللحظة” خطورة الصيام مع انتشار الفيروس الجديد، وفق “الأزهر”.
ومن المهم شرب الماء للحفاظ على مستوى الرطوبة في الجسم، بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، ما يحفظ الصحة العامة، ولكن لا يقي شرب الماء من العدوى بفيروس “كورونا”.
وإذا أراد الصائم أن يجعل فمه رطبًا، “فقد سن له الإسلام المضمضة خلال الوضوء، ويستعين بها على ترطيب فمه، بشرط ألا يبالغ في ذلك، كي لا يدخل الماء إلى جوفه فيبطل صومه”، بحسب فتوى “الأزهر”.
الحجر الصحي “واجب شرعي”
وفي نص لفتوى أخرى لـ”الأزهر”، فإن الحجر الصحي “واجب شرعي” على المرضى والمصابين بمرض معدٍ، والامتناع عنه “جريمة دينية وكارثة إنسانية” يرتكبها الإنسان في حق نفسه.
والحجر الصحي تدبير احترازي يقتضي منع اختلاط مرضى الأمراض المعدية بجمهور الأصحاء، والامتناع عنه “حرام شرعًا” بحسب الفتوى.
–