تقرير: تنظيم “الدولة” ينتهز فرصة “كورونا” لتجديد نشاطه

camera iconمقاتلو تنظيم "الدولة" في الحجر الأسود (أعماق)

tag icon ع ع ع

تحدثت “مجموعة الأزمات الدولية” عن زيادة تنظيم “الدولة الإسلامية” للعمليات التي يقوم بها، منتهزًا الفرصة في ظل انشغال العالم وتوقف جميع أنشطته، ومنها الأمنية والعسكرية، في زمن جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).

وذكرت في تقريرها “التناقض مع داعش في زمن كورونا“، المنشور أمس، الثلاثاء 31 من آذار، وجوب استعداد العالم لهجمات جديدة للتنظيم، الذي يمكن أن تستغل الفوضى التي يسببها الفيروس، منتزهًا الفرصة لا متأثرًا بها.

ولم تفرق “مجموعة الأزمات الدولية”، بين محاربة انتشار فيروس “كورونا”، وصانعي السياسات والصراعات السياسية العالمية، كما لم تستثنِ ضرورة القتال ضد تنظيم “الدولة” في العراق وسوريا وأماكن أخرى.

“منتهز الفرصة لا متأثر بها”

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال إن البشرية تواجه عدوًا مشتركًا هو فيروس “كورونا”، وناشد بضرورة “وقف إطلاق للنار في العالم”، وأشار إلى أن تنظيم “الدولة” واضح أنه يرى الأشياء بشكل مختلف.

وبحسب “مجموعة الأزمات” جاءت رؤية تنظيم “الدولة” المختلفة، خلال مقال افتتاحي جديد نشره في جريدة “نبأ” الأسبوعية الصادرة عنه، مخبرًا فيه عناصره أن حربهم الشاملة مستمرة رغم انتشار الفيروس.

و علاوة على ذلك، جاء في الافتتاحية أن أنظمة الأمن الوطنية والدولية التي تساعد على الحد من عمليات “التنظيم”، على وشك أن تخرج عن السيطرة، لذا عليهم الاستفادة القصوى من هذا الأمر.

وحذرت “مجموعة الأزمات الدولية“، في 24 من آذار الماضي، من الآثار المحتملة لفيروس “كورونا” على السياسة والنزاع في العالم.

وخرجت بأن أزمة الصحة العامة هذه يمكن أن تتيح لمن وصفتهم بـ”الجهاديين” الفرصة لمهاجمة الدول الضعيفة المصابة بالوباء، والتي تقاتلهم فعلًا، وذلك لأن المقاتلين “يستغلون الفوضى” بشكل انتهازي.

وهذا ما أمر به تنظيم “الدولة” التابعين له في جميع أنحاء العالم بالتحديد.

ورغم إعلان بعض أعضاء التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة”، سحب قواتهم من العراق بسبب المخاوف من انتشار “كورونا”، يجب عليهم قدر الإمكان الحفاظ على التعاون الدولي لمكافحة تنظيم “الدولة”.

كما شمل تحذير “مجموعة الأزمات الدولية”، الفصائل التي تقاتل ضد تنظيم “الدولة”، بأن عليها الالتفات أيضًا لمطالب غويتريش، وتأجيل نزاعاتها والعمل على الهدنة.

“أسوأ كوابيس الصليبيين”

نشر تنظيم “الدولة” افتتاحية حول فيروس “كورونا”، في طبعة 19 من آذار الماضي، من نشرة “النبأ” التابعة له، بعنوان “أسوأ كوابيس الصليبيين”.

وتحدثت عن تأثير الفيروس على العديد ممن وصفتهم بأعداء “التنظيم”، بقولها “إن الخوف من هذه العدوى أثر عليهم أكثر من العدوى نفسها”.

وبينما تقلق هذه الدول على الصحة والسلامة العامة فيها، “آخر شيء تريده هو إرسال المزيد من جنودها إلى المناطق التي من المحتمل أن ينتشر فيها هذا المرض”.

ولذا فإن الافتتاحية تطالب أنصار “الدولة” بتحرير الأسرى “المسلمين” من السجون والمخيمات، وألا يرحموا “الكفار” و “المرتدين” في لحظة أزمتهم ومحنتهم، بل عليهم مهاجمتهم ليزيدوا من ضعفهم.

وذلك، بحسب الافتتاحية، يضعف قدرة أعداء تنظيم “الدولة” على شن حرب ضد”المجاهدين” والمسملين.

وبحسب ما جاء في الافتتاحية، فإن أفضل ما يمكن فعله للخلاص من فيروس “كورونا” هو زيادة الطاعات، أي “الجهاد”.

صورة الافتتاحية التي نشرها تنظيم "الدولة" في 19 من آذار- 31 من آذار (مجموعة الأزمات الدولية)

صورة الافتتاحية التي نشرها تنظيم “الدولة” في 19 من آذار- 31 من آذار (مجموعة الأزمات الدولية)

الدول الضعيفة والتعاون الدولي الممزق

بحسب “مجموعة الأزمات الدولية” فإنه رغم الخطاب العدائي الأخير للتنظيم والتحريض على العنف، يوجد فيه بعض الحقيقة.

واعتبرت أنه من شبه المؤكد أن فيروس “كورونا” سيعيق جهود “الأمن الداخلي” و”التعاون الدولي” لمكافحة التنظيم، ما يسمح له بإعداد هجمات “إرهابية” ضخمة.

لا يحتاجون إلى سبب من أجل استمرار عملياتهم

أشار الباحث النرويجي توماس هيغهامر، بعد مقتل زعيم تنظيم “الدولة”، أبو بكر البغدادي، وكبير المتحدثين باسمه، أبو الحسن المهاجر، إلى أن التنظيم قد تجاوز فعلًا مرحلة النوايا.

وقال هيغهامر، “إنهم لا يحتاجون إلى بعض الدوافع الخاصة لارتكاب العنف”، معتبرًا أن المهم هو قدراتهم الكامنة والمساحة التي يُسمح لهم بالعمل فيها.

وضمن هذه المساحة المتاحة للتنظيم، يمكنه استخدام القدرات العدائية إلى أقصى حد، بحسب ما نقلته “مجموعة الأزمات الدولية” عن هيغهامر.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة