حوار: أسامة آغي
ربما تنتصر الثورات لدى الشعوب الثائرة على الاستبداد السياسي، لكن انتصارها يبقى غير مكتمل، ما دامت المرأة فيها تعاني من عدم المساواة السياسية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية، الذي يهدر ويعطل القدرات الإنسانية.
تناولت عنب بلدي موضوع المساواة في سوريا مع رئيسة “شبكة حماية المرأة”، غيثاء أسعد، وتحدثت عن الدور المتبادل للمرأة وللمجتمع.
الانفجار الاجتماعي والمرأة
شاركت المرأة السورية في “الانفجار الاجتماعي” (الاحتجاجات الشعبية) ليس انطلاقًا من قضاياها وحقوقها ولكن انطلاقًا من الوقوف ضد الاستبداد العام، حسب رأي غيثاء أسعد.
وقالت أسعد إن “كل النساء مؤمنات بتحررهن”، وهو ما تدفع إليه “شبكة حماية المرأة”، إلا أن الموروث الاجتماعي يقف في طريقها.
“المرأة في مجتمعاتنا تعلّم ابنها أن يكون ظالمًا مع المرأة، وتعلّمه عدم المساواة، وتزرع في عقله أن المرأة لا تستحق أن تكون مساوية للرجل”، ذلك الظلم، وفق المختصة بالدعم النفسي، يولد “فجوة فكرية في ذات المرأة” يوقعها في التنميط.
الفكر يصنع الحماية
أطّر الدستور السوري عدم المساواة بين الرجل والمرأة بالقوانين التي ابتعدت عن “تمكين المرأة”، حسبما قالت غيثاء أسعد، التي تحمل دبلومًا في العلوم السياسية.
ولحل المشاكل الاجتماعية والقانونية التي تقف في طريق المرأة، تحتاج سوريا لوصول “رجال ونساء يؤمنون بالمساواة بين الرجل والمرأة إلى برلمان حقيقي”.
وتابعت أسعد، “لدينا في شبكة حماية المرأة السورية شعار يقول (الفكر يصنع الحماية)”، من خلال توعية المرأة وتمكينها بكل الوسائل فكريًا واجتماعيًا واقتصاديًا، بحيث تحمي نفسها ولا تحتاج إلى أحد.
“شبكة حماية المرأة”، التي تعتقد مديرتها أنها تختلف عن منظمات عديدة تحمل قضية المرأة، بتحررها من البيروقراطية والفساد المرتبط بتعيين إداريين غير مختصين ولا مؤهلين، وامتلاكها خططًا استراتيجية طويلة الأمد، ولدى “الشبكة” مكاتب في تركيا وريف حلب وإدلب وريف إدلب.
أُسست “الشبكة” عام 2019، وتعرّف عن نفسها بـ”تجمع غير حكومي، وغير ربحي، مدني مستقل مكون من المنظمات والسيدات الفاعلات”، ولا يتبع أي جهة سياسية، ومفتوح على كل التيارات الفكرية، بهدف النهوض بالمرأة وتمكينها للمشاركة الفاعلة بالمجتمع.
–