ناقل محتمل للفيروسات..
هواجس الأدالبة تضر سوق “البالة”
ريف إدلب – شادية التعتاع
استُخدمت أزياء “البالة” لفترة طويلة في مناطق سورية عدة كبديل للأزياء الجديدة، بسبب انخفاض أسعارها وجودتها النسبية، وهو ما يتلاءم مع الدخل المتدني للشريحة الأوسع من السكان.
تُنقل ألبسة “البالة” الواصلة إلى محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، من أوروبا عبر تركيا، لتُعرض في محلات مخصصة، نشطت بعد تدهور الوضع الاقتصادي للأهالي، خلال الأعوام الماضية.
آلاف الكيلومترات تقطعها هذه الألبسة من منشئها إلى مراكز البيع، تعرّضها لتكون حاملًا ينقل فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وهو ما يتخوف منه الأهالي، وينعكس بالتالي على شرائها.
بضاعة مستوردة.. هل تنقل “كورونا”؟
تتخوف راما الشيخ، وهي نازحة من بلدة كفرنبودة جنوبي إدلب، إلى مخيم كفر عروق شمالها، من احتمال انتقال الفيروس عبر الألبسة المستعملة إلى عائلتها، رغم حملات التوعية التي أُجريت في المخيمات من قبل مديرية الصحة والمنظمات.
فرغم أن الفيروس لا يعيش على الأقمشة طويلًا، وفق حملات التوعية التي تابعتها راما، يتملكها الخوف من شراء ألبسة “البالة”، فربما يكون صاحب المحل مصابًا بـ”كورونا”.
ومع انتقال الفكرة ذاتها إلى قسم كبير من السكان، تقلص الطلب على ألبسة “البالة”، حسب نورا برجس، وهي صاحبة محل ألبسة مستعملة في مدينة سرمدا شمال إدلب.
فبعد الإقبال الكبير الذي كان يشهده متجرها في السابق، بسبب جودة الألبسة ذات المصدر الأوروبي وتنوعها، تناقص عدد الزبائن بشكل كبير، وفق ما أكدته لعنب بلدي.
ورغم عمليات الكي والتعقيم والفرز لكل دفعة ألبسة تأتيها إلى المتجر، تتخوف من التعامل مع “البالة”، “لأن قسمًا كبيرًا منها قادم من الصين ودول أخرى ينتشر فيها الفيروس”، وفق تعبيرها.
نائب مدير الصحة في مدينة إدلب، الطبيب مصطفى عيدو، أكد لعنب بلدي، ضرورة وجود هذه المخاوف لدى الأهالي، وأحقيتها.
وقال عيدو إن “كورونا” خارج الخلية الحية له عمر محدد، يبدأ من ساعات حتى ثمانية أيام كحد أقصى، واحتمال نقل الفيروس عن طريق الألبسة المستعملة خلال هذه الفترة وارد جدًا، خاصة إذا لم تخضع الملابس للتعقيم، وذلك يعود إلى طبيعة الوسيلة الناقلة للفيروس ودرجة الحرارة والرطوبة التي يتكاثر فيها.
هل من إجراءات احترازية على المعابر؟
أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام لمعبر “باب الهوى”، مازن علوش، لعنب بلدي، أن عمليات إدخال “البالة” تراجعت مؤخرًا إلى الشمال السوري، وباتت معظم البضاعة التي تعبر تركية المصدر.
ويتخذ المعبر إجراءات سلامة صارمة، بحسب علوش، إذ يُفحص الوافدون من قبل المكتب الطبي، لكن عشرات الشاحنات التجارية والإغاثية تدخل يوميًا، وليس بمقدور المعبر إخضاعها للتعقيم كاملة.
ولم تسجل إصابات بـ”كورونا” في المنطقة بعد، ونفى وزير الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة”، الطبيب مرام الشيخ، في حديث سابق لعنب بلدي، الإشاعات التي انتشرت حول وجود إصابات، مؤكدًا أنها إنفلونزا موسمية.
وتتخذ السلطات في المنطقة إجراءات احترازية عدة، في مسعى لتجنب “كارثة وشيكة” تتخوف منها وزارة الصحة والأهالي، وتحذر منها منظمات دولية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :