عروة قنواتي
نادرة هي المواسم والنسخ الأوروبية التي مرت من دون حضور إنجليزي في أدوار إقصائية متقدمة على مستوى بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، حيث الصراع الشديد والتفاصيل البسيطة التي تحسم المباريات، حتى لو لم يكن للإنجليز ممثل في المباراة النهائية، وهذا ما بدا واضحًا في الموسمين الماضيين، عندما حضر ليفربول في النهائي أمام ريال مدريد وسقط بنتيجة 3-1، وأمام الممثل الإنجليزي الثاني توتنهام العام الماضي، وفاز باللقب بهدفين نظيفين.
كما حضر مانشستر سيتي في دور الثمانية للعامين الماضيين، فخرج مرة أمام ليفربول ومرة أمام توتنهام، وأيضًا خرج مانشستر يونايتد في مواجهة برشلونة.
على ضفة اليوروباليغ وصل تشيلسي وأرسنال إلى نهائي العام الماضي (2019)، وتُوّج البلوز باللقب.
فماذا حصل في النسخة الحالية للبطولتين؟
بجرد حساب بسيط نرى أن الأندية الإنجليزية سيطرت على أوروبا العام الماضي، من خلال نهائي ليفربول وتوتنهام، ونهائي تشيلسي وأرسنال، أي إن السوبر الأوروبي كان بين ليفربول وتشيلسي، وهذا يعني أن القارة العجوز تحدثت بلغة “البريميرليغ” لموسم كامل.
هذا العام، وبصرف النظر عن استعدادات الفرق الإنجليزية وطموحاتها المحلية على مستوى “البريميرليغ”، كما في ليفربول، إلا أن خروجًا شبه جماعي كان من دور الـ16 للشامبيونز ليغ، حيث سقط البطل ليفربول أمام أتلتيكو مدريد الإسباني ذهابًا وإيابًا، وسقط مورينيو مع توتنهام أمام لايبزج الألماني أيضًا ذهابًا وإيابًا ، وخسر لامبارد مع جوقة البلوز لقاء الذهاب على أرضه أمام بايرن ميونخ الألماني بثلاثية نظيفة، ولم تُلعب مباراة الإياب بسبب تفشي جائحة فيروس “كورونا” (كوفيد- 19) في العالم، ولكن يبدو أن الإياب إن حدث، فـ”المكتوب باين من العنوان”، نسبة لقوة أداء الألمان في هذا الموسم.
ما يمكن الرهان عليه نوعًا ما لحمل الراية الإنجليزية، وبنصف فرصة أيضًا حتى الآن، هو فريق مانشستر سيتي، الذي انتصر في جولة البرنابيو على ريال مدريد بهدفين لهدف، وما زال ينتظر جولة ملعب الاتحاد التي أُجلت بسبب تفشي “كورونا” في العالم، وإن خسر فالسقوط مدوٍّ للكرة الإنجليزية وبشكل جماعي صرف، وإن تأهل فعليه أن يكون حذرًا في مواجهة البافاري ولربما يوفنتوس أو برشلونة، ولربما طموحات لايبزج وأتلانتا أو باريس سان جيرمان، أي إن الحقل مليء بالألغام قبل نهائي اسطنبول 2020.
في اليوروباليغ هذا الموسم يدافع المان يونايتد وولفرهامبتون عن حظوظ الإنجليز في المسابقة بعد سقوط وصيف النسخة السابقة، أرسنال، وخروجه من المسابقة أمام أولمبياكوس اليوناني في دور الـ32، بينما استطاع ولفر هامبتون التعادل في دور الـ16 على أرض أولمبياكوس اليوناني ذهابًا، واكتسح المان يونايتد شباك مضيفه لاسك لينز النمساوي بخماسية نظيفة، والفريقان بانتظار مباريات الإياب التي توقفت بسبب “كورونا”.
ما أريد قوله هو أن ضغط البطولات المحلية والمشاركات المضغوطة للأندية الإنجليزية في كل موسم قد تحمل موسمًا أوروبيًا فاشلًا، والتضحية بالجهود والطموحات وحصرها ضمن أجواء إنجلترا بين الرابطة والكأس والدرع الخيرية ولقب “البريميرليغ”، وهذا ما يبرر الصعود الإنجليزي العام لموسم أو موسمين والغياب عن منصة التتويج لسنوات طويلة، ومن هنا فإن هذا الموسم سيكون للنسيان، إلا إن استطاع السيتي أو اليونايتد العودة بلقب أوروبي لحفظ ماء الوجه عن الخروج السريع من الأدوار الأولية.