سدّد اللاعب عبد الفتاح الآغا الكرة من منتصف الملعب تقريبًا لتسكن شباك نادي “فنربخشة” التركي، قبل أن يركض ويؤدي التحية العسكرية للمنصة الشرفية، التي تضم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره، بشار الأسد.
ربما تعد هذه اللقطة من أكثر اللقطات العالقة في أذهان جماهير “أهلي حلب” (نادي الاتحاد) الذين ملؤوا المدرجات، في عام 2007، في أثناء المباراة الودية التي جمعت الفريقين بمناسبة افتتاح “ملعب حلب الدولي”، الملعب الرسمي للنادي الملقب بـ”القلعة الحمراء”.
ويتسع الملعب لـ75 ألف متفرج كتاسع أكبر ملعب في آسيا، عند افتتاحه، وهو الملعب الرسمي لمباريات النادي والأكبر في سوريا، واستغرق بناؤه 27 عامًا.
لا يملك نادي “الاتحاد” الملعب رسميًا، فهو مملوك للحكومة السورية ممثلة بالاتحاد الرياضي العام.
لكن لماذا يحظى النادي بهذه الشعبية التي تمنحه أكبر ملعب في سوريا؟
أُشهر النادي رسميًا في عام 1951، عندما حصل على وثيقة “حق الإشهار” الرسمية من قبل وزارة المعارف السورية في ذلك الوقت.
وبدأ بممارسة كرة القدم بعد اندماج ثلاثة أندية سورية هي: النجمة وأسود الشهباء والمعري في عام 1953، وهو العام الذي أُعلن فيه عن ولادة نادي “أهلي حلب”.
شارك النادي إلى جانب نادي “أهلي دمشق” (المجد حاليًا) في كأس الجمهورية العربية المتحدة إبان الوحدة بين سوريا ومصر (التي استمرت ثلاث سنوات بين عامي 1958 و1961)، وأُقيمت البطولة في العام الأخير من الوحدة.
نص نظام البطولة على لعب بطل الكأس ووصيفه من كلا البلدين مع بعضهما، فلعب بطل كأس سوريا مع وصيف كأس مصر والعكس، ومن دور واحد (بطريقة خروج المغلوب)، ليصطدم “أهلي حلب” مع “الأهلي المصري” في استاد القاهرة الدولي، ويخسر بنتيجة قاسية بخمسة أهداف لصفر، أحرز منها أحد أهم رموز نادي “الأهلي المصري” ورئيسه فيما بعد، صالح سليم، هدفين، وودع النادي الحلبي البطولة.
أبرز بطولات النادي
انتظر النادي منذ تأسيسه حتى عام 1965 ليحقق أول بطولة رسمية، هي بطولة كأس الجمهورية، تبعها تحقيق الدوري لعامين متتاليين في 1967 و1968.
في عام 1971، وبعد انقلاب الرئيس السابق، حافظ الأسد، الذي أطلق عليه اسم “الحركة التصحيحية”، صدر المرسوم التشريعي رقم 38 لعام 1972، الذي “نظم الحركة الرياضية في سوريا”، وشكل الاتحاد الرياضي العام (أعلى سلطة تنفيذية رياضية في سوريا).
أول من تولى رئاسة الاتحاد الرياضي هو رضا أصفهاني، الذي سرعان ما اتخذ قرارًا بتغيير ودمج أسماء الأندية، التي اكتسبت أسماء سياسية أكثر من كونها رياضية أو تحمل أسماء المدن، فتغير اسم “أهلي حلب”، إلى نادي “الاتحاد” منذ ذلك الوقت.
عاد “الاتحاد” للانتظار ولم يحقق بين عامي 1968 و1973 أي بطولة، حتى استطاع الظفر في ذلك العام بلقب كأس الجمهورية.
تاريخيًا، حقق النادي بطولة الكأس تسع مرات من أصل 16 نهائيًا، بينما حقق الدوري ست مرات.
ويحتل النادي حاليًا المركز السادس على سلّم ترتيب بطولة هذا العام.
حضور آسيوي
شارك النادي في دوري أبطال آسيا ثلاث مرات، أعوام 2006 و2007 و2008، ولم ينجح في أي منها بتجاوز دوري المجموعات.
بينما نجح في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وحقق اللقب عام 2010.
وشارك في عام 1985 في بطولة الأندية الآسيوية وحقق المركز الرابع.
أبرز لاعبي نادي “الاتحاد”
رفد نادي “الاتحاد” المنتخب السوري عبر تاريخه بعشرات اللاعبين البارزين منذ السبعينيات، وقدموا الكثير لكرة القدم السورية.
ومن أبرز لاعبي النادي، فاتح زكي من جيل الستينيات (حقق معه بطولتي كأس الجمهورية 1986 كلاعب، و1994 كمدرب) ومحمد ختام ومروان قسطلي من لاعبي السبعينيات.
وبرز من النادي في الثمانينيات محمد جقلان وجورج نصري وجمال هدلة.
بينما يعد جيل التسعينيات الجيل الأكثر شهرة، وبرز منه رضوان الأبرش ونهاد البوشي وياسر السباعي (حقق معه بطولة الكأس كمدرب عام 2005)، ومحمد عفش (تولى رئاسة النادي في عام 2010 حين حقق كأس الاتحاد الآسيوي) وأنس صاري.