الأردن تسعى لإقامة منطقة عازلة جنوب سوريا

  • 2015/06/30
  • 4:47 م

كتب سام جونز ورولا خلف وإيريكا سولومون في فايننشال تايمز

تستعد الأردن لإقامة منطقة آمنة جنوب سوريا لمنع سيطرة “الجهاديين” على المنطقة، مُنشأة بذلك أول “منطقة عازلة” إنسانية للمعارضة واللاجئين خلال السنوات الأربع من الحرب “الأهلية”.

ويعتبر الهدف الرئيسي من العملية خلق منطقة آمنة على الحدود الأردنية تمتد عبر محافظتي درعا والسويداء جنوب البلاد بما فيها مدينة درعا، المكان الذي بدأت فيه الانتفاضة السورية عام 2011، وفقًا لمطلعين على الخطط.

وعلى الرغم من أن فكرة إنشاء منطقة عازلة متداولة منذ فترة طويلة بين جيران سوريا، إلا أنها وحتى الآن لم تلق اهتمامًا جديًا ولو بشكل قليل، ولكن اليد الأردنية تحركت تحت ضغط تغير الحالة العسكرية في سوريا، وسط مخاوف من انتزاع تنظيم “الدولة الإسلامية”، عددًا من الأراضي على حدودها وتهديد الدولة الأردنية.

وكانت الأردن شاركت بالتعاون مع القوات الأمريكية في تدريب المعارضة “غير الجهادية”، والتي تراها الحكومات الغربية البديل المعتدل الوحيد لـ “الجهاديين”.

يقول دبلوماسيون إن عمّان وحلفائها الدوليين حريصون على تجنب “إدلب أخرى”، في إشارة إلى انسحاب نظام الأسد من شمال غرب مدينة إدلب في آذار الماضي، إذ أحرز “الجهاديون” تقدمًا للاستفادة في تمكين حضور قوي هناك.

توزع مناطق السيطرة جنوب وشرق سوريا بحسب معهد دراسات الحرب- 19 حزيران

وتعيش قوات الأسد في الوقت الراهن تحت الضغط في مدينة درعا، ومن المحتمل أن تنسحب في الأيام المقبلة، قبل قطع الممر الضيق الذي يربط المدينة مع دمشق.

وكان سقوط مدينة تدمر التاريخية في يد تنظيم “الدولة” دعا إلى إعادة التفكير بشكل جدي في خطط التحالف المناهض للتنظيم فيما يخص سوريا، وبات “الجهاديون” قريبين بشكل مقلق من الحدود الأردنية التي يستخدمونها كنقطة عبور إلى العراق، في الوقت الذي قال مسؤولون في الاستخبارات إن المجموعة تناور قوافل عسكرية كبيرة في المنطقة.

ويقول مطلعون على التحضيرات، إن الأردن تدرس أيضًا إنشاء منطقة عسكرية من شأنها أن تفصلها عن المنطقة العازلة لقوات النظام السوري في الشمال، وسيشرف عليها مقاتلو الألوية الجنوبية للمعارضة المناهضة للأسد، معززة بلواء من القوات يجري تدريبهم في الأردن.

الجيش الأردني، أحد أقدر الجيوش في الشرق الأوسط، سيوفر الدعم.

ويدعم الأعضاء الرئيسيون في التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة” هذه الخطط، إذ من المتوقع أن يوفروا دعمًا عسكريًا من وراء الكواليس ويقدموا المشورة، ولكن يبقى خافيًا ما إذا كانت واشنطن ستُصادق على هذه الخطوة، فالكثيرون في إدارة أوباما مترددون حول الدعم على الأرض في سوريا.

وعلى الرغم من أنه لا يُرجح إنشاء منطقة حظر طيران رسمية، لدعم العملية الأردنية، إلا انه يمكن أن يكون الأمر تحذيرًا لنظام الأسد بأنه إذا حاول استهداف المنطقة جويًا فسيكون هناك رد.

ومن غير الواضح حجم التنسيق المُتخذ لإعداد مقاتلي الألوية المعارضة الموجودة حاليًا جنوب سوريا، إذ قالت شخصيات بارزة في الألوية الجنوبية في حديثها لفاينينشال تايمز إنها ليست على علم بالخطط، ولكن من المرجح أن يكون التدخل الأردني موضع ترحيب في درعا.

تساؤل أخير حول ما إذا كانت القوات المدعومة من عمّان سوف تدعم جهودها بدون تردد قرب محافظة السويداء، حيث تنتشر الطائفة الدرزية التي تعاني من علاقات مضطربة مع القوى المعارضة للأسد في المنطقة.

نُشر في 29 حزيران وترجمته عنب بلدي، لقراءة المقال باللغة الإنكليزية من المصدر اضغط هنا.

مقالات متعلقة

صحافة غربية

المزيد من صحافة غربية