مخاوف من وصول “كورونا” إلى مخيم “الركبان”

  • 2020/03/31
  • 6:26 م

يفتقر مخيم “الركبان” إلى أبسط مقومات الرعاية الصحية، ما أثار مخاوف من تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، لا سيما أنه محاط بدول أعلنت عن إصابات.

وفي الوقت الذي يكافح فيه العالم لمواجهة “الجائحة” الجديدة، فإن قاطني المخيم يعانون ظروفًا إنسانية قاسية، ويدفعون ثمن المناكفات السياسية وتبادل الاتهامات بين واشنطن وموسكو.

وفي حديث لعنب بلدي، قال الصحفي سعيد سيف، وهو أحد المقيمين في المخيم، “لا نستطيع أن نجزم حول وجود إصابات بالفيروس في المخيم من عدمه، بسبب غياب الأطباء واختبارات الكشف”.

وكانت هيئة العلاقات العامة والسياسية في البادية السورية، طالبت منظمة الصحة العالمية بتقديم مساعدات طبية بشكل إسعافي إلى المخيم، وإمداده بوسائل التعقيم والحجر الصحي واختبارات الكشف المبكر عن الإصابة.

ويقع مخيم “الركبان” في منطقة صحراوية قرب الحدود السورية- الأردنية، ويعيش فيه نحو 12 ألف نازح، معظمهم من النساء والأطفال، ويفتقد إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية.

احتمالية انتقال “كورونا”

بالرغم من الحصار الخانق الذي يعيشه المخيم، لم ينقطع عن التواصل مع العالم الخارجي بشكل كامل، ما يعني أن احتمالية نقل الفيروس إلى المخيم واردة.

وبحسب سيف، فإن انتقال الفيروس إلى المخيم لن يكون إلا عن طريق “المهربين وتجار المخدرات وتجار السلاح، الذين يتوجهون إلى مناطق سيطرة النظام والميليشيات المدعومة من إيران، ثم يعودون إلى المخيم”.

وكانت فصائل “الجيش الحر” ضبطت كمية من المخدرات تتبع لـ”حزب الله” اللبناني، معدة للتهريب إلى دول الخليج العربي والأردن عبر المنطقة “55” (قطاع شبه دائري من البادية في أقصى شرقي سوريا، حدده التحالف على أنه منطقة آمنة).

وبالمقابل، اتهمت هيئة التنسيق السورية- الروسية المشتركة، الولايات المتحدة الأمريكية بنقل معدات لـ”المسلحين في سوريا تحت ستار المساعدات الإنسانية والطبية للمحتجزين في مخيم الركبان”.

وقالت الهيئة في تقرير أصدرته، السبت الماضي، “إن الجانب الأمريكي يسعى إلى الاستفادة من انتشار فيروس كورونا المستجد، ويحاول الضغط على الأمم المتحدة لتمرير شحنات ومعدات للإرهابيين”.

حصار خانق

أُنشئ المخيم في عام 2014، وينحدر معظم القاطنين فيه من أرياف الرقة ودير الزور وحمص وحماة، وتديره فصائل المعارضة المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تتخذ من منطقة التنف المحاذية كبرى قواعدها العسكرية في سوريا.

ويخضع المخيم لحصار خانق بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات النظام السوري، إضافة إلى إغلاق جميع المنافذ لإجبار النازحين على الخروج إلى مناطق سيطرة النظام.

وختم سيف، “نأمل ألا يصل الفيروس إلى المخيم لأن وصوله يعني كارثة حقيقية، خاصة بعد أن أغلقت الأردن حدودها بشكل كامل مع انتشار الجائحة، ولا نحصل على خدمات أو مساعدات إلا في حالات الولادة القيصرية أو العسيرة”.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع