منظمات تدين قطع المياه من محطة “علوك” شمال شرقي سوريا

  • 2020/03/28
  • 2:06 م

أطفال في مخيم الهول في ريف الحسكة شرق الفرات- 25 من حزيران 2019 (عنب بلدي)

أدانت 49 منظمة سورية استهداف تركيا المتكرر لمحطة مياه “علوك” التي تزود نحو 600 ألف شخص من سكان مناطق شمال شرقي سوريا، محذرة من تأثير قطع المياه على جهود احتواء انتشار فيروس “كورونا المستجد” في تلك المناطق.

وفي بيان أصدرته المنظمات السورية أمس، الجمعة 27 من آذار، دعت إلى تحييد محطة مياه “علوك”، الموجودة في مدينة رأس العين، عن الصراعات السياسية والعسكرية القائمة بالمنطقة، وتسليم إدارتها لفريق مستقل تشرف عليه جهات دولية.

كما أكد البيان على ضرورة أن يُتاح لجميع سكان شمال شرقي سوريا الاستفادة من الموارد المائية على نحو عادل ودون أي تمييز.

ودعت المنظمات جهات دولية، منها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي والحكومة الأمريكية، إلى ممارسة الضغط على السلطات التركية من أجل ضمان عدم تكرار عمليات قطع المياه لأي سبب كان.

وأشارت المنظمات في بيانها إلى أن حرمان السكان بشكل متعمد من المياه الصالحة للشرب والاستعمال، يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي ويشكل “جريمة حرب”.

وبيّنت أن القوات التركية المسيطرة على المحطة، التي تؤمّن المياه بشكل أساسي لمدينتي الحسكة وتل تمر ومخيمي “الهول” و”العريشة”، عمدت إلى قطع المياه عن هذه المناطق، في 21 من آذار الحالي، وقبلها في 24 من شباط الماضي، وأيضًا في تشرين الأول من عام 2019، تزامنًا مع العملية العسكرية التركية التي شنتها على مناطق شمال شرقي سوريا.

وسيطرت تركيا خلال معركة “نبع السلام” التي انطلقت في 9 من تشرين الأول 2019، وانتهت في 22 من الشهر نفسه، على مدينتي تل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة.

وحذر البيان من أن تكرار عمليات وقف ضخ المياه الصالحة للشرب، يدفع الأهالي إلى استخدام مصادر مياه غير آمنة، الأمر الذي يشكل خطرًا كبيرًا على حياتهم، خاصة في ظل جهود التصدي لانتشار فيروس “كورونا”.

ما دور روسيا؟

رغم قطع المياه عن المحطة من المجلس المحلي لمدينة رأس العين المدعوم من تركيا، فإن المجلس يتهم روسيا بقطع الكهرباء الواصلة من سد تشرين.

وتواصلت عنب بلدي سابقًا مع رئيس المجلس المحلي في رأس العين، مرعي اليوسف، وقال إن محطة آبار “علوك” الموجودة في مدينة رأس العين تعتمد في تشغيلها على الكهرباء التي تأتيها من “سد تشرين” الخاضع لسيطرة قوات النظام، بإشراف القوات الروسية.

وأضاف أن السد قطع الكهرباء عن محطة المياه، ما أدى لانقطاع المياه عن الجميع، مشيرًا إلى أن سكان الحسكة ليسوا هم الهدف من قطع المياه، لأن المياه قُطعت في نفس الوقت عن سكان رأس العين وتل أبيض.

وأكد رئيس المجلس المحلي أن إعادة المياه إلى الحسكة تعتمد على إعادة إيصال الكهرباء إلى رأس العين، لافتًا إلى وجود مفاوضات بين الجانبين الروسي والتركي حول هذا الموضوع، مشيرًا إلى أن الروس يعملون على تأجيل عقد الاتفاق مع الأتراك منذ أكثر من شهر ونصف، تخلل ذلك وعود للجانب التركي بإمداد رأس العين بالكهرباء، لكن ذلك لم يحدث، وفق اليوسف.

تحذيرات أممية

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) استنكرت في بيان لها أصدرته، في 23 من آذار الحالي، قطع المياه المغذية لمناطق شمال شرقي سوريا، في الوقت الذي يبذل العالم جهودًا لمكافحة فيروس “كورونا”.

وأكدت ممثلة “يونيسف” في سوريا، فران إكويزا، أنه “لا يجب أن يعيش أي طفل دون مصدر مياه مأمون، إذ تنقذ المياه النظيفة وغسل اليدين الأرواح”.

وحثت المنظمة على عدم استخدام محطات المياه لتحقيق مكاسب عسكرية أو سياسية، “لأن الأطفال سيكونون أكثر المتضررين”.

وتضم محطة مياه آبار “علوك” 30 بئرًا ارتوازيًا، وفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، التي قالت إنه تم استثمارها عام 2013 وتغذي مدينة الحسكة والريف الغربي بنحو 175 ألف متر مكعب من مياه الشرب يوميًا، وهي حاجة مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا