بسيارات فارهة ومواقف ساخرة.. نزار يازجي يتصدى لـ “كورونا” بعقلية الجيش السوري

  • 2020/03/25
  • 8:34 م

في بلد كسوريا، أدت فيه تسع سنوات من الحرب إلى رفع نسبة الفقر بين السوريين إلى أكثر من 80%، بحسب الأمم المتحدة، صار هم المواطنين متابعة أخبار الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار وسعر صرف الليرة والقرارات والمراسيم التي تتعلق بوضعهم المعيشي، أما ما كانت تصرح به بقية الوزارات فلم تكن محط اهتمامهم، ومنها وزارة الصحة التي عادت اليوم إلى الواجهة مع تسجيل أربع حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد.

يعتبر وزير الصحة، نزار يازجي، من الوزراء القلائل، إلى جانب وزير الأوقاف عبد الستار السيد ووزير الخارجية وليد المعلم، الذين بقوا على كرسي الوزارة، منذ وصوله إليه في 2014، رغم تغير الحكومة والتعديلات التي طرأت عليها عدة مرات.

لكن فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، ووصفته منظمة الصحة العالمية بأنه “جائحة”، منذ أسابيع قليلة، سلط الضوء على يازجي، كونه الجهة الرسمية المخولة للحديث عن الوضع الصحي في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وإعلان وجود إصابات بالفيروس من عدمه.

وتحولت تصريحات يازجي إلى محط اهتمام وسائل إعلام، محلية وعربية ودولية، لمتابعة آخر التطورات حول وصول كورونا إلى سوريا.

ولاقى تصريح يازجي الذي أطلقه، الأحد 22 من آذار، وأعلن فيه تشخيص أول حالة مصابة بالفيروس في سوريا لفتاة عمرها 20 عامًا قادمة من الخارج، صدى واسعًا، وأعقبه تحذيرات من قبل منظمات دولية، بالخطر الكبير في حال تفشي كورونا في سوريا (سواء مناطق النظام أو المعارضة)، قبل أن يرتفع عدد الإصابات اليوم الأربعاء، إلى أربعة.

ومن هذه التحذيرات ما ذكرته لجنة الإنقاذ الدولية، أمس الثلاثاء، من أن تتحول سوريا إلى أكبر منطقة تفشي في العالم بكورونا، بسبب سنوات الحرب وتدمير الواقع الصحي.

تصريحات أثارت السخرية

تسليط الأضواء الحالي على يازجي، من مواليد دمشق 1961 ويحمل إجازة في الطب البشري اختصاص جراحة نسائية وتوليد من جامعة دمشق، لم يكن الأول منذ توليه كرسي الوزارة، إذ برز اسمه عدة مرات خلال السنوات الماضية.

ولم يكن تسليط الأضواء للإعلان عن مشاريع لتحسين الواقع الصحي، وإنما من خلال تصريحات أثارت سخرية سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع البعض، ومنهم عضو مجلس الشعب، نبيل صالح، إلى المطالبة بإقالته بسبب “جنون العظمة” الذي أصابه.

وقال صالح، في منشور عبر صفحته في “فيس بوك”، في حزيران 2017، نشره المواقع “الجمل“، إن “بعض الناس يطلبون العظمة فيحصلون على جنون العظمة، وبحسب قراءتي ككاتب قصة لشخصية وزير الصحة اليازجي، في ظهوره وتصريحاته وتعاليه عن شكاوى المستضعفين في الأرض، فإنه يبدو كمن يعاني من البارانويا، وبالتالي فقد ينطبق عليه القول المأثور طبيب يداوي الناس وهو عليل”.

ومن التصريحات التي أثارت سخرية السوريين، ما قاله يازجي خلال جلسة مجلس الشعب في تشرين الأول العام الماضي، حول عجز وزارته عن تسلم مستشفى “صالح حيدر الوطني” في مدينة سلحب بريف محافظة حماة الغربي، التي أنشئت من أموال التبرعات، بسبب عدم وجود الكادر البشري، وعدم القدرة على توفير المال اللازم لتشغيله.

وانتشر تسجيل ليازجي وهو يعترف بذلك، ونشره موقع “العربية نت”، لكن التسجيل حذف من موقع “يوتيوب”.

أما التسجيل الثاني ليازجي، الذي عمل كطبيب مختص في الهيئة العامة لمشفى الزهراوي منذ عام 2004، وشغل منصب معاون مدير للهيئة العامة لمشفى الزهراوي منذ عام 2010 وحتى عام 2013، كان في 10 من آذار الحالي.

وفي مقابلة مع الإخبارية السورية، وردًا على سؤال عن ماذا يقوله في رسالة إلى المواطنين الذي يتخوفون من انتشار كورونا، قال يازجي إن “الجيش العربي السوري طهر كتير من الجراثيم الموجودة على أرض سوريا”.

ولاقى التسجيل سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما اعتبره البعض أنه استهزاء من المواطنين وعدم تعامل بجدية مع خطر وصول الفيروس إلى سوريا.

إشارات استفهام

ويعتبر يازجي، المعاقب من قبل الاتحاد الأوروبي منذ 2014، من الشخصيات الغامضة في حكومة النظام، وسط أنباء عن قربه من دائرة الحكم في سوريا، لم تتمكن عنب بلدي من التحقق منها، وهو ما قد يفسر بقاءه على كرسي الوزارة لمدة ست سنوات.

ومن الأمور التي زادت إشارات الاستفهام حوله، ما أثير في قضية اللقاحات التي اتهمت بها معاونته هدى السيد، وتحويلها للقضاء من قبل الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش في 2017، إذ تسببت السيد بإتلاف 200 ألف جرعة لقاحات بقيمة مليار ليرة سورية، بسبب إهمال التخزين وفقدان فاعلية اللقاح نتيجة اتخاذ قرارات خاطئة من قبلها، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام النظام منها صحيفة “الوطن” الموالية.

وأصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مرسومًا تشريعيًا أعفى بموجبه السيد، من منصبها، قبل خروجها من سوريا بحسب ما أعلنت عبر حسابها في “فيس بوك”، ما اعتبره ناشطون هروبًا من المحاسبة.

وفي تسجيل لمؤسس ما يُعرف بـ”المنظمة السورية لمكافحة الفساد”، كمال رستم، عبر صفحته في “فيس بوك”، في أيار العام الماضي، اتهم يازجي بعمليات تهريب مواد و الأدوية المخدرة منها (ليكسوتان، دورميكيوم، سيمو كودئين ) إلى العراق و لبنان.

كما أثار يازجي إشارات استفهام، عندما أوردت صحيفة “تشرين” الحكومية، في تموز 2017، خبرًا قالت فيه إن يازجي يمتلك 13 سيارة منها لكزس، وثلاث سيارات خدمة منزل وهي من نوع هيونداي توسان، هوندا C.R.V، وتويوتا برادو”.

وأضافت أن بقية السيارات تتوزع في خدمة مكتب الوزير وخدمته وهي من أنواع “تويوتا برادو، وتوبوناديل كبين، ونيسان حقلية، ونيسان الميرا، وتويوتا لاند كروز، وهوندا H1، وهوندا C.R.V، وتويوتا برادو”.

وبين سياراته الفارهة وإشارات الاستفهام، يبقى يازجي محط أنظار السوريين في الوقت الحالي، لمعرفة آخر تفاصيل وأخبار تفشي “كورونا المستجد”، والإجراءات التي ستتخذها وزارته للحد من انتشار الفيروس.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا