إفطار رمضان.. مجانًا في الشمال السوري
طارق أبو زياد – ريف حلب
أدى الارتفاع الأخير في أسعار المواد الغذائية، الناجم عن ندرة المحروقات وارتفاع أسعارها، إلى تراجع المستوى المعيشي في الشمال السوري بشكل ملحوظ، ولا سيما في شهر رمضان، ما جعل أغلب الأسر السورية تعيش حالة من الفقر الشديد.
تدهور الأوضاع الإنسانية دعا الجمعيات الإغاثية والمؤسسات الخيرية لزيادة عدد المستفيدين من الوجبات الرمضانية، فقامت بتوزيع أكثر من 1200 وجبة إفطار يوميًا في منطقة ريف المهندسين جنوب حلب وحدها، إذ إن معظم سكانها نازحون من مناطق سورية مختلفة.
يعرب أبو المجد، وهو أحد سكان قرية كفر جوم في ريف المهندسين، عن شكره للمساهمين في هذا الأمر، معتبرًا أنه من أفضل الخطوات في الوقت الحالي «تأتيني يوميًا وجبة إفطار تشمل الأرز والدجاج مع اللبن، تكفيني مع عائلتي، فأنا لا أشتري إلا مواد للسحور ولوح الثلج فقط» ويردف «لو لم يأتني الطعام كنت سأدفع قرابة 50 ألف ليرة في شهر رمضان وأنا لا أملكهم».
ويقول أبو محمد، صاحب مطعم طيبة المختص بتجهيز الوجبات الرمضانية في ريف المهندسين، إنه يقوم بتجهيز قرابة 500 وجبة يوميًا لعدة جمعيات خيرية، وتكلفة الوجبة المخصصة للشخص الواحد قرابة 1.25 دولارأمريكي، و3 دولار للوجبة العائلية تتضمن كافة ما يحتاجه الشخص ليكمل إفطاره، ويسعى لإيصال الطعام ساخنًا إلى وجهته عن طريق تغليفه بمواد حافظة للحرارة.
ويشير أبو محمد في حديثه لعنب بلدي، إلى أن الطلب كبير جدًا على الوجبات مقارنة مع العام الماضي، «نواجه صعوبة في الحصول على اللحوم بسبب كثرة استهلاك السوق واحتكارها من بعض التجار والتلاعب في الأسعار، وحجج المحروقات بعد وصول سعر ليتر المازوت لـ 400 ليرة سورية».
أبو الحسن، وهو المسؤل الإغاثي في أحد الألوية التابعة لحركة أحرار الشام الإسلامية، والعاملة في ريف حلب، تحدث لعنب بلدي عن كيفية إطعام المقاتلين في فصيله: «نقوم بإيصال وجبات الإفطار إلى المقاتلين على الجبهات بشكل يومي.. وجبة المقاتل تختلف عن الوجبات العادية فهي تأتي بكمية أكبر من الطعام ومتضمنة الماء والتمر والمناديل»، وأردف «للأسف فإن الطعام يصل إلى المقاتل باردًا بسبب كثرة الأعداد والمسافات الكبيرة بين جبهات القتال».
وكنماذج أخرى عن توزيع الطعام المجاني، قال الشيخ أبو محجن، المسؤول عن معهد زدني علمًا للدروس الشرعية، إنهم يقومون بتجهيز موائد إفطار كاملة توضع في مساجد عدد من المدن في ريف حلب الغربي، موضحًا في حديث إلى عنب بلدي أنهم يرون هذه الطريقة أفضل لإفطار الصائمين، «في المساجد يتجمع اليتامى والذين لا يملكون مأوى من الفقراء»، وأردف «نسعى إلى توسعة في عدد المساجد التي يتم إطعام من فيها».
وعلى الرغم من الانطباع الإيجابي للأهالي عن الحملات التي تقوم بها الجمعيات الخيرية في شهر رمضان، إلا أن أبا أيمن، وهو بائع مازوت في زهرة المدائن في ريف حلب، يبدي استياءه من عدم التنسيق بين الجمعيات، مؤكدًا أنها تعمل في ذات المكان دون وجود خطة توزيع، «في الثالث من رمضان استلمت ثلاث وجبات من ثلاث جهات في يوم واحد، فسدت إحداها لاكتفائي».
ولفت أبو أيمن إلى وجود مناطق لا يتم التوزيع فيها بشكل يومي، ما يجعل أهلها في حيرة من أمرهم، «لا يمكنهم الاعتماد على الجمعيات.. فبعد تجهيز وطبخ الطعام تأتي الوجبة، وأحيانًا ينتظرونها فلا تأتي»، مضيفًا «على الجمعيات الإغاثية الاجتماع لتحديد الكميات اللازمة لكل منطقة وكيفية توزيعها وعلى عاتق من يقع ذلك».
ورغم قلة التنسيق وغلاء الأسعار، تبقى الوجبات الرمضانية في صدارة الفعاليات الخيرية، التي تزيح هموم المعيشة عن المواطن في الشمال السوري، في ظل موجة غلاء الأسعار المفاجئة العاصفة بالمنطقة جراء انقطاع المحروقات وارتفاع أسعارها إن وجدت.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :