عبد الله كدّو لعنب بلدي: كرد سوريا مع لامركزية “سياسية” وليست “إدارية”
حوار: أسامة آغي
أثرت انقسامات الصف الكردي في سوريا على مسار الثورة السورية منذ بدايتها، فلم تكن شأنًا كرديًا داخليًا، كما يروّج بعض الكرد، بل هي انقسامات تؤثّر على الوضع السوري بمجمله، نتيجة التجاذبات الكردية- الكردية.
صار المكوّن الكردي رهينة لفكرة قومية عابرة بسبب تلك الانقسامات، وهذا ما يرفضه المهندس عبد الله كدّو عضو الهيئة السياسية لائتلاف قوى الثورة والمعارضة، الذي تحدّث لعنب بلدي عن وجهات النظر الكردية وعن الوضع السوري في ظل تفاهمات أنقرة وموسكو الأخيرة.
فشل “الاتحاد الديمقراطي” دفعه لطلب التقارب
“فشل حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في تكتيكه السياسي وتحالفاته، وخسارته مناطق كردية مثل تل أبيض وعفرين ورأس العين، دفعه للتقارب مع المجلس الوطني الكردي”، كما قال المهندس وعضو حزب “يكيتي” عبد الله كدّو.
لم يقبل “المجلس الوطني الكردي”، الذي عانى من تقييد “الإدارة الذاتية” لنشاطاته في شمال شرقي سوريا، بذلك الطلب دون شروط أن يكون هذا التقارب في إطار تقوية المعارضة السورية واتحادها، وعلى قاعدة الموافقة على مرجعية “جنيف 1″، كأساس للعملية السياسية، مع شرط فك الارتباط بين “PYD” وحزب “العمال الكردستاني التركي” (PKK).
ونفى كدّو أن يكون موقف “المجلس الوطني الكردي”، المنضوي في “الائتلاف الوطني السوري”، ينوس بين مواقف الائتلاف و”PYD”، إذ يرتكز موقفه على أن التقارب الكردي- الكردي ينبغي أن يُبنى على أساس احترام العلاقة مع دول الجوار، ومنها تركيا.
وأشار كدّو إلى أنه لا تناقض بين انتماء كرد سوريا الوطني وانتمائهم القومي، مؤكدًا على “صيانة وحدة سوريا، وإطلاق الطاقات الوطنية لعموم المكونات السورية”.
ولن يقبل “المجلس الوطني الكردي” بتقارب تفرضه أطراف خارجية مثل الولايات المتحدة، التي زارها وفد منه سابقًا، حسبما قال كدّو، مضيفًا أن دعم الأمريكيين لـ”PYD”، “لا يخفى على أحد”، ولكن المجلس “لن يقبل بتقارب على حساب استراتيجيته وتحالفاته القائمة على أساس الاستمرار في الثورة السورية.
وأكد كدو أن اللامركزية السياسية هي صيغة نظام الحكم الذي يؤمن به المجلس، وثبّت تلك الصيغة بوثيقة وقعها مع “الائتلاف” حين انضم إليه.
“الائتلاف” و”هيئة التفاوض” أين هما؟
أُعيقت العملية السياسية السورية نتيجة “تراخي المجتمع الدولي والقوى العظمى المتمثلة بأمريكا ودول أوروبا الغربية”، وعانت المعارضة والنظام من الضعف نتيجة اتفاق مناطق “خفض التصعيد” التي نقلت الورقة السورية في المجال العسكري إلى الضامنين الروسي والتركي.
وأشار عضو الهيئة السياسية في “الائتلاف” عبد الله كدّو، إلى أن الموضوع السوري “تمّ تدويله سلبًا، وأن الفعل السياسي مرتبط بالوضع الميداني”.
إلا أن “الائتلاف” و”هيئة التفاوض” لم يحرجا من التفاهمات التركية- الروسية، واستمرا بالمطالبة بالقرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 2245، رغم ما يتراءى للبعض بأن هناك نوعًا من التنازل.
وأبدى “الائتلاف السوري”، برأي كدّو، “مرونة كافية” لتأطير العمل السياسي، واستيعاب مختلف الأطراف السياسية السورية المعارضة، مع استعداده لإعادة النظر بهياكلها التنظيمية، إذا كان ذلك مفيدًا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :