تركيا تصف إدلب بقطاع غزة الجديد.. ما أوجه الشبه
شبه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إدلب وريفها في الشمال السوري، بقطاع غزة الفلسطيني المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأرجع جاويش أوغلو، في مقال نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية أمس، الأحد 22 من آذار، تحول إدلب إلى غزة بسبب حصارها، وعدم تحرك المجتمع الدولي لإنقاذ أكثر من 3.5 مليون شخص يوجدون فيها.
وأضاف الوزير التركي أن إدلب عانت من هجوم عسكري كبير من قبل قوات النظام السوري، بدعم روسيا وإيران، منذ أيار 2019، وقُتل أكثر من 1700 شخص، ونزح أكثر من مليون شخص على الحدود التركية.
واعتبر أوغلو أن “الاتحاد الأوروبي تجاهل جميع مناشدات تركيا حول ضرورة الأخذ على محمل الجد حدوث موجة لجوء جديدة”، واصفًا ذلك بأنه “وصمة عار في جبين الإنسانية”.
وكان الحديث والتخوف من تحول إدلب إلى قطاع غزة جديد، بدأ عقب توقيع اتفاق “سوتشي” بين تركيا وروسيا، في أيلول 2018، عندما تم رسم الحدود ونشر نقاط مراقبة تفصل بين مناطق سيطرة فصائل المعارضة والمناطق التي يسيطر عليها النظام.
وعاد الحديث مجددًا حول ذلك بعد الاتفاق الثاني بين الرئيسين، مطلع آذار الحالي، والذي تضمن تثبيت خطوط التماس ونشر دوريات على الطريقين الدوليين (M4 وM5).
ووصف وزير خارجية بريطانيا الأسبق ورئيس لجنة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليباند، في شباط الماضي، منطقة إدلب بمدينة غزة في فلسطين.
وقال “نحن نشهد إنشاء ما أطلق عليه بعض الناس نوعًا من غزة في سوريا، حيث تسيطر مجموعة إرهابية صغيرة (في إشارة إلى هيئة تحرير الشام)، تضم من 20 إلى 30 ألف مقاتل على منطقة يوجد فيها أكثر من ثلاثة ملايين مدني”.
وأضاف أن “الكثافة السكانية في محافظة إدلب هي الآن أكبر من الكثافة السكانية في قطاع غزة، الذي كان يعتبر تاريخيًا من أكثر المناطق المحاصرة في العالم”.
كما أشار رئيس قسم أبحاث مكافحة الإرهاب في “معهد الشرق الأوسط للدراسات”، تشارلز ليستر، إلى “تحول إدلب على المدى الطويل إلى نموذج جديد من قطاع غزة”.
وتتشابه إدلب وغزة من طبيعة الحصار، إذ تخضع المدينة الفلسطينية لحصار من قبل إسرائيل منذ عام 2006، بعد فوز حركة “حماس” بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، في حين تخضع إدلب إلى حصار قوات النظام السوري على أطرافها.
وأدى حصار غزة إلى تدهور كبير في الوضع المعيشي والتعليم والصحة، خاصة في ظل إغلاق مصر معبر رفح الحدودي الذي يعتبر منفذ أهالي قطاع غزة إلى العالم، والذي تتحكم به السلطات المصرية وتحد الحركة عبره.
ويبلغ عدد سكان قطاع غزة حوالي 1.99 مليون نسمة، منهم 1.01 مليون ذكر و980 ألف أنثى، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في عام 2019.
أما في إدلب فيبلغ عدد السكان الإجمالي أربعة ملايين و352 ألفًا و165 نسمة، 50% منهم سكان مقيمون، و49% من النازحين والمهجرين قسريًا، وفق إحصائية فريق “منسقو الاستجابة”، في كانون الأول 2019.
كما يعتبر معبر باب الهوى بين تركيا وإدلب المنفذ الوحيد للأهالي، وسمحت تركيا خلال السنوات الماضية بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية منه إلى داخل إدلب.
في حين تمنع تركيا الدخول من المعبر إلا بشروط محددة، منها الراغبون بالسفر لدولة أخرى عبر المطارات التركية بعد الحصول على وثائق، والمرضى الذين بحاجة إلى عناية طبية في المشافي التركية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :