عنب بلدي- خاص
أسدل الستار، السبت 27 حزيران، على معركة عين العرب (كوباني) الأخيرة، بين وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي استطاع اختراق المدينة، الخميس 25 حزيران، منفذًا سلسلة تفجيرات ومجازر بحق أهلها، قبل استعادتها بالكامل.
وفي وقت تساءل فيه ناشطون ومحللون عن كيفية دخول «داعش» إلى المدينة «ذات الدفاعات المحصنة»، كشفت مصادر طبية لعنب بلدي عن نحو 220 قتيلًا بينهم أطفال ونساء جراء الهجوم من قبل التنظيم مستخدمًا نحو 6 سيارات مفخخة، عدا عن مجازر التصفية بحق مديينها.
وبدأ تنظيم الدولة دخول المدينة بأربع مفخخات ضرب فيها معبر مرشد بينار مع الحدود التركية، سقط خلالها عشرات الضحايا من المدنيين وقوات الأسايش التابعة لوحدات حماية الشعب YPG، ليتغلغل التنظيم في عمق المدينة ويسيطر على عدة أبنية ومرافق عامة، وتبدأ بعدها حرب شوارع مع الوحدات الكردية.
وقال الناشط الكردي ولات بكر، إن التنظيم دخل فجر الخميس قرية برخ باتان ونفذ مجزرة بحق أهلها، راح ضحيتها 23 مدنيًا بينهم أطفال ونساء، مؤكدًا في صفحته الشخصية عبر الفيسبوك، مقتل عددٍ من المدنيين في أحياء المكتلة وسوق الهال والجمارك، إضافة إلى وجود عشرات الجرحى دون تمكن الهلال الأحمر من الوصول إليهم.
الصحفي مصطفى عبدي، أبدى توقعاته بوصول عدد الضحايا إلى نحو 500، في ظل وجود عشرات الجثث التي لم تتكشف هويتها حتى مساء السبت 27 حزيران، مؤكدًا في صفحته على الفيسبوك أن هذه المواجهة أدت إلى خسائر أكبر بكثير من المعارك التي شهدتها المدينة بين الطرفين قبل خمسة أشهر.
وحصلت عنب بلدي على معلومات من مصادر طبية داخل المدينة، تفيد بوجود نحو 500 جريح على الأقل وعشرات الجثث والأشلاء بانتظار التعرف عليها.
ونشرت صفحة «كوباني مباشر» على الفيسبوك صورًا لعدد من قتلى تنظيم الدولة، سقطوا خلال المواجهات المباشرة، التي كانت طائرات التحالف الدولي طرفًا فيها، مستهدفة الأبنية التي استعصى بها مقاتلو «داعش»، وأبرزها مشفى مشته نور وثانوية بنين على أطراف المدينة، قبل تطهيرها بالكامل صباح السبت.
ناشطون من المدينة أثاروا تساؤلات حول كيفية دخول نحو 100 عنصر من التنظيم بالسيارات والعربات المفخخة إلى المدينة، معتبرين أن هناك خرقًا أمنيًا واضحًا تتحمل مسؤوليته الإدارة الذاتية لكوباني، في حين أكد أحد ناشطي المدينة أن خلايا نائمة ساعدت بدخولهم.
وصبيحة الهجوم، قالت وحدات حماية الشعب الكردية، إن معلومات مبدئية تشير إلى دخول «المرتزقة» من الجانب التركي، الأمر الذي تناقلته أيضًا وكالة هوار الكردية، والوكالة الرسمية للأنباء (سانا). لكن السلطات التركية نفت ذلك، ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية تركية، أن الهجوم نفذه مقاتلون تسللوا من مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي، وشاركت فيه خلايا نائمة تابعة للتنظيم كانت موجودة داخل كوباني.
وكانت الوحدات الكردية YPG مدعومة بعناصر من الجيش الحر والبيشمركا، وبغطاء جوي تابع للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، استطاعت في 26 كانون الثاني الماضي، إخراج تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة عين العرب (كوباني) بعد معارك ومواجهات داخل المدينة استمرت خمسة أشهر.
مدينة عين العرب (كوباني):
تقع شمال سوريا، وإلى الشمال الشرقي لمدينة حلب التي تتبعها إداريًا.
يبلغ عدد سكانها نحو 50 ألف نسمة معظمهم من الأكراد. يدير المدينة مجلس تنفيذي يتبع للإدارة الذاتية الديمقراطية (الكردية)، وتعتبر وحدات حماية الشعب الفصيل الأبرز المتحكم بمفاصلها عسكريًا.
دخل تنظيم الدولة إلى المدينة في آب 2014، وطرد منها في كانون الثاني 2015، بدعم من طيران التحالف الدولي وقوات البيشمركة من إقليم كوردستان العراق، إضافة إلى عناصر من الجيش الحر.