ريف إدلب – إياد عبد الجواد
تناثرت عشرات من مخيمات النازحين في أرياف حلب وإدلب وحماه نتيجة الحملات العسكرية لقوات النظام والحليف الروسي، واستهداف المناطق السكنية والبنى التحتية للمدن والقرى شمال غربي سوريا.
الزيادة الكبيرة في عدد المخيمات خلفت ضعف تنسيق بين المنظمات والجمعيات الإغاثية من جهة، وإداراتها من جهة أخرى، ما صعّب مسألة توزيع الحصص الإغاثية بشكل عادل، وأدى إلى نقص المساعدات في بعض المخيمات، وحرم أخرى بشكل كامل.
مخيمات ونازحون دون إغاثة
في قرية حربنوش بريف إدلب الشمالي، يقبع مخيم مؤلف من 20 خيمة، يؤوي نازحين من بلدة التح التابعة لمعرة النعمان جنوبي إدلب.
لم تصل أي مساعدات للمخيم الصغير، فهو يحتاج لفرش أرضيته الغارقة بالوحل، إضافة إلى تجهيزات داخلية للخيام ودورات المياه، بحسب مديره، محمد سلطان، رغم أن المخيمات في الجوار وصلتها مساعدات من منظمات، وقُدمت لقاطنيها مواد غذائية وخدمات صحية وألواح طاقة.
ولا يقتصر الحرمان من المساعدات على المخيمات الصغيرة، إذ يعاني بعض النازحين في الشمال السوري أيضًا من عدم وصول أي نوع من أنواع الإغاثة إليهم.
عبد المعين الغابي، نزح من بلدة معرة حرمة جنوبي إدلب إلى مدينة معرة النعمان وبعدها إلى مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، حيث استقر مؤقتًا، ومع التصعيد الأخير على ريف حلب، نزح إلى قرية كفرعروق شمالي إدلب.
منذ قرابة الشهر لم تصل إلى عبد المعين أي حصص إغاثية، رغم تواصله مع المجلس المحلي في القرية، بحسب ما أكده لعنب بلدي، عازيًا ذلك إلى “المحسوبيات والوساطات”.
دور إدارة المخيم
يرى الناشط الإغاثي في ريف إدلب محمد أبو الأدهم، أن إدارة المخيمات تلعب دورًا في تفاوت دعمها، فبعضها يتلقى دعمًا كبيرًا، وبعضها مهمش لا تصل إليه أي منظمات.
فالمخيمات التي تتلقى دعمًا مستمرًا، يعمل مديروها ومندوبوها على التواصل مع المنظمات والجمعيات الإغاثية، ويبدون خبرة في التعامل مع موظفيها، وبناء العلاقات الواسعة معهم.
لكن المخيمات المنشأة حديثًا تفتقد لمديرين ومندوبين لديهم الخبرة والعلاقات التي تتضمن حيازتهم على أرقام أو قنوات تواصل مع إدارة المنظمات، إضافة إلى المحسوبيات في بعض المنظمات، بحسب أبو الأدهم.
الضغط يعرقل الوصول
يؤكد مدير “جمعية عطاء” في منطقة سرمدا شمالي إدلب، معاذ بقبش، أن أغلب المخيمات في الشمال السوري مشمولة بمشروع “WFB” (برنامج الأغذية العالمي)، الذي يُحدث كل ستة أشهر.
لكن في الفترة الأخيرة، وبسبب حركة النزوح، زاد عدد المخيمات بشكل كبير، ففي بلدتي كللي ومعرة مصرين شمالي إدلب وصل عدد المخيمات المستحدثة إلى نحو 300 مخيم، إضافة إلى القطاعات الأخرى والتوسعات التي استُحدثت في المخيمات، وذلك يصعب تغطية جميع المخيمات.
وتتشارك عدة منظمات وجمعيات مع “برنامج الغذاء” في تغطية المخيمات بسلة شهرية للعائلة، لكن مع زيادة الأعداد تحتاج إلى وقت طويل لتغطية الاحتياجات، وفق بقبش.
تحذيرات من تفاقم الأزمة
أكد المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، جينس لارك، في 13 من آذار الحالي، خلال مؤتمر صحفي في مكتب المنظمة الأممية بجنيف، أن الاحتياجات الإنسانية “حادة” في مناطق شمال غربي سوريا.
وقال إن نحو 327 ألف مدني من بين 960 ألفًا نزحوا من إدلب، يعيشون حاليًا في المخيمات، بينما يقطن حوالي 165 ألفًا منازل أو مباني غير مكتملة، و366 ألف نازح يعيشون في منازل مستأجرة أو مع عائلات مضيفة، بينما يعيش ما يقرب من 93 ألفًا في المباني العامة مثل المدارس والمساجد.
ولفت لارك إلى أن العاملين في المجال الإنساني على الأرض يدقون ناقوس الخطر، إذ إن أربعة من كل خمسة أشخاص نزحوا منذ مطلع كانون الأول 2019، هم من النساء والأطفال الذين تتعرض صحتهم وأمنهم للخطر.