صحة إدلب تعد بتأمين حالاتهم..
أصحاب الأمراض المزمنة يخشون انقطاع أدويتهم
عنب بلدي – إدلب
“إذا انقطع الدواء أربعة أيام، لن أعيش بعدها”.. يقول غازي الدرويش، المزارع السابق، وأحد نازحي مدينة الدانا بريف إدلب، فهو صاحب مرضين مزمنين في آن واحد، السكر والقلب، وكان قد بدأ بشراء العلاج لهما منذ ثلاث سنوات.
يأخذ غازي (58 عامًا)، يوميًا عشر حبات دواء، خمس لكل مرض، ويدفع شهريًا ما قيمته أكثر من عشرة آلاف ليرة سورية.
مواجهة خطر “كورونا”
نشرت مديرية الصحة في إدلب قراراتها المتعلقة بالإجراءات الاحترازية ضد فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19)، على جميع كوادر المنشآت الطبية، في 18 من آذار الحالي.
وجاء على رأس أولوياتها، ذوو الأمراض المزمنة، ناصحة إياهم بتأمين أدويتهم للشهرين المقبلين، ولزوم منازلهم وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى.
كما حظرت مراجعة المنشآت الصحية إلا عند الضرورة القصوى وتدبير المشاكل البسيطة كنزلات البرد في المنزل، وشددت على ضرورة العزل المجتمعي والوقاية الشخصية.
ولم يكن غازي قد سمع بعد بتعميم مديرية صحة إدلب، إلى أن أعلمه به مراسل عنب بلدي، الأمر الذي دفعه للقلق، مقررًا التوجه لشراء ما يلزمه من أدوية.
يؤكد غازي، الذي كان قد نزح من قرية الهبيط بريف إدلب الجنوبي، أنه يستطيع أن يؤمّن سعر الدواء حاليًا، أما إذا طال انقطاع مصدر رزقه، فسيصبح ذلك صعبًا، فهو أب لخمسة أبناء، ويقترب عمره من 60 عامًا.
أسعار الدواء فوق قدرة المرضى
يعتبر الدواء في مناطق سيطرة فصائل المعارضة في شمال غربي سوريا، أغلى بالمقارنة مع مناطق سيطرة النظام بسبب أجور النقل، وبعض التأمينات اللازمة، لكنه ما زال أرخص من دول الجوار، وفقًا للصيدلانية صفية الخطيب، العاملة في إدلب.
تضيف الخطيب، “إذا أخذنا بعين الاعتبار مستوى دخل الأفراد في المحرر (مناطق سيطرة المعارضة)، فإن سعر الدواء يكون مرتفعًا وغاليًا بالنسبة لهم، خاصة بحالة حاجة المريض لأكثر من أربعة أو خمسة أصناف وبشكل دائم”، وهذا ما أكده غازي الدرويش.
“الدواء متوفر.. والإجراء احترازي”
رئيس دائرة الرعاية الصحية الأولية بمديرية صحة إدلب، أنس الدغيم، يقول إن هذا التعميم جاء من أجل ضمان صحة المرضى المزمنين، وتطبيق الإجراءات الوقائية مثل العزل والابتعاد عن الازدحام ومخالطة الناس، وليس من أجل عدم توفر الدواء.
ويؤكد الدغيم في حديث لعنب بلدي أن “كيتات” أدوية الأمراض المزمنة تصل كل شهر، ومتوفرة حاليًا وللفترات المقبلة، وتوزع لمراكز الرعاية الصحية والمستشفيات في إدلب عن طريق المنظمات.
الصيدلانية صفية الخطيب، وهي تدير صيدلية في أحد مشافي إدلب، أكدت أن أدوية الأمراض المزمنة، متوفرة في بعض الأماكن العامة، مثل صيدليات المشافي التي توفر بعضها مجانًا، وهناك ما يضطر المريض لشرائه.
وعن أنواع الدواء المتوفرة في المستشفى الذي تعمل فيه، ذكرت الخطيب، الأنسولين ومنظمات السكر، وأدوية الضغط، والمدرات البولية، وأدوية القلب، والأدوية العصبية لمرضى الصرع، في حين تتوفر بخاخات الربو بشكل ممتاز.
أصحاب الأمراض المزمنة الأكثر تعرضًا للخطر
أكثر المتأثرين بفيروس “كورونا” والمتعرضين لخطره في حال وصوله، هم أصحاب الأمراض المزمنة، ولذا جاء تعميم الصحة، برأي الخطيب.
ونصحت المديرية ألا يخرج المريض بنفسه ليحضر الدواء، بل أحد أبنائه أو أقربائه ممن هم في سن الشباب، وذلك لأن إصابتهم بالفيروس تختلف عن إصابة المرضى المزمنين، بحسب الدغيم.
ويتابع الدغيم، “وفرنا للمريض المصاب بمرض مزمن عند طلبه الاستشارة أو إصابته بأي مرض آخر، أن يأتي الطبيب أو أحد الممرضين إلى منزله، إذا كان يريد استشفاء أو تعليق سيروم أو صبابات تمريضية”، كي لا ينتقل الفيروس له عن طريق الازدحام أو المخالطة، بسبب بنيته التي تكون أكثر ضعفًا وخطورة للإصابة بالفيروس.
وأمّنت المديرية حيزًا خاصًا (خيمة) خارج المنشآت، تفرزُ فيها المراجعين قبل دخولهم للمركز، وتحيلُ المشتكين من حالات تنفسية إلى حيز خاص آخر، وهو (خيمة) للمراقبة السريرية يُقيَّمون خلالها، وذلك بعد تزويدهم بكمامات، والحالات المشتبه بإصابتها بـ”كورونا” تحول إلى وحدات العزل في المستشفيات المعتمدة، بحسب تعميم مديرية الصحة.
أما بالنسبة للحالات البسيطة، فتُحول لفريق الصحة المجتمعية، والجديدة التي تحتاج دخول المريض إلى المركز، تحول إلى قاعة الانتظار مع الانتباه إلى ضرورة تباعد المسافات بين المرضى.
وخصصت الصحة في إدلب من خلالها تعميمها رقم اتصال في كل منشأة طبية، لنصح المرضى بالقدوم إلى المستشفى من عدمه، وتزويدهم بالإرشادات اللازمة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :