تنظيم “حراس الدين” في مواجهة الوجود التركي و”انقلاب” الجولاني

  • 2020/03/21
  • 7:02 م
عناصر من تنظيم حراس الدين في أثناء العملية العسكرية بجبل التركمان في ريف اللاذقية - (غرفة عمليات وحرض المؤمنين)

عناصر من تنظيم حراس الدين في أثناء العملية العسكرية بجبل التركمان في ريف اللاذقية - (غرفة عمليات وحرض المؤمنين)

دخلت التشكيلات الجهادية الموجودة في الشمال السوري، وفي مقدمتها تنظيم “حراس الدين” الذي يعتبر فرعًا لتنظيم “القاعدة” في سوريا، في مرحلة مواجهة التطورات الأخيرة في إدلب، سواء تركيا أو “هيئة تحرير الشام”.

وتصدر اسم “حراس الدين” حديث السوريين في الشمال السوري، خلال الأيام الماضية، بعد اتهامات وُجهت إلى “التنظيم الجهادي” باستهداف رتل تركي في محمبل بريف إدلب، كونه يسيطر على المنطقة، بجانب “هيئة تحرير الشام”، لكن التنظيم لم ينف الخبر أو يؤكده حتى الآن.

في حين أكدت وزارة الدفاع التركية، الخميس الماضي، تعرض دورية تركية لهجوم من قبل جماعات متطرفة في ريف إدلب، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة آخر.

مواجهة تركيا

طرح استهداف الرتل التركي إشارات استفهام حول مصير هذه “التشكيلات الجهادية”، الذي رفضت الاتفاق التركي- الروسي، بشأن تسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4).

وأصدرت غرفة عمليات “وحرض المؤمنين”، التي تضم تشكيلات جهادية أبرزها “حراس الدين”، بيانًا أعلنت فيه رفضها لاتفاق موسكو الذي توصل إليه الرئيسان، التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في موسكو، في 5 من آذار الحالي.

واعتبر البيان، الصادر الأحد الماضي، أن “التفاهمات الدولية وإفرازات مؤامراتها، وآخرها اتفاق موسكو، لا يعدو كونه لدغًا من الجحر الواحد مرات عديدة، وتقديمًا للثورة وجهاد أهلها على مذبح المصالح الدولية”.

كما حذر أمير التنظيم، أبو همام الشامي، في كلمة مسجلة، اطلعت عليها عنب بلدي، في 7 من الشهر الحالي، من الانخداع بوعود الدول الضامنة.

ووجه قوله إلى أهل الشام و”الفصائل المجاهدة”، بالقول “حذاري من الخضوع لضغوط الداعمين أو الانخداع بوعود الضامنين، فتسلب منكم إرادة القتال، فتصبحوا بعد ذلك أسرى لقراراتهم، فتباعوا وتشتروا”.

كما تطرق الشامي إلى الحديث عن الوضع الاقتصادي الذي وصفه بـ”الصعب”، في إشارة إلى شح الموارد للتنظيم، داعيًا إلى تقديم الدعم للمقاتلين.

وقد يؤدي موقف “التشكيلات الجهادية” إلى الدخول في مواجهة مع تركيا، التي رسخت وجودها بمئات الجنود والمدرعات في إدلب، خلال الأسابيع الماضية، وأصبحت صاحبة كلمة الفصل في المنطقة.

وتسعى تركيا إلى تنفيذ ورسم الخرائط المتفق عليها مع روسيا في اتفاق إدلب، وسط تهديدات سابقة بذلك لوزير الدفاع التركي، خلوصي آكار.

وقال آكار، بحسب ما نقلت وكالة “الأناضول” في 13 من شباط الماضي، إن “تركيا ستتخذ كل الإجراءات ضد الذين لا يمتثلون لوقف إطلاق النار في إدلب، بمن في ذلك المتطرفون، وسنجبرهم على الالتزام”.

انقلاب الجولاني

أما المواجهة التي قد تفرض على “حراس الدين” ستكون مع “هيئة تحرير الشام”، التي عمل قائدها، أبو محمد الجولاني، خلال العامين الماضيين، على نبذ التيارات المتشددة لإبعاد تهمة “الإرهاب” عن فصيله في خطوة لأن يكون مقبولًا دوليًا.

وتمثلت خطوات الجولاني بعزل قسم من التيار المتشدد، والذي شكل بدوره تنظيم “حراس الدين”، واستقطب بعض المجموعات “المتطرفة” من “الهيئة” وإدرجها في صفوفه، وأبرزهم ”سامي العريدي”  و”أبو عبد الرحمن المكي”.

كما عمل الجولاني، خلال الفترة الماضية، على تحويل خطابه من متشدد إلى معتدل، عبر تعهده بعدم استخدام سوريا من قبل “تنظيم القاعدة” أو أي فصيل آخر، كمنصة إطلاق للعمليات الخارجية، والتركيز على قتال النظام السوري وحلفائه في سوريا.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، في أواخر كانون الثاني الماضي، إن “تحرير الشام تركز على قتال قوات النظام، ولم يشهد لها تهديدًا على المستوى الدولي”.

وقال جيفري، في مؤتمر صحفي، إن “تحرير الشام تعرّف عن نفسها أنها تمثل معارضة وطنية تضم مقاتلين وليس إرهابيين، لكن أمريكا لم تقبل بهذا التوصيف بعد”.

كما أشار الجولاني، في مقابلة مع موقع “Crisis Group” (مجموعة الأزمات الدولية)، في 20 من شباط الماضي، إلى أن هدف “الهيئة” حاليًا هو قتال النظام “الفاقد للشرعية”، معتقدًا أن “أيديولوجية الهيئة اليوم تستند إلى الفقه الإسلامي، مثلها مثل أي جماعة سنية محلية أخرى في سوريا”.

وشهدت العلاقات بين “الهيئة” وتنظيم “حراس الدين” توترًا خلال، العام الماضي، أدت إلى معارك واشتباكات بين الطرفين، كما شهد التنظيم نفسه حالة من الانقسام، على خلفية المشاركة في معارك ريف حماة إلى جانب فصائل المعارضة السورية، في حزيران العام الماضي.

ووصف الجولاني، في مقابلته، العلاقة مع تنظيم “حراس الدين” بأنها “علاقة معقدة”، لكن تم إلزامهم بعدم استخدام سوريا كـ ”منصة انطلاق للجهاد الخارجي”، والاعتراف بـ ”حكومة الإنقاذ”، التابعة للهيئة أمنيًا وعسكريًا، وفق كلامه.

وكان تنظيم “حراس الدين” خسر أبرز قياديه وشخصياته المؤثرة، ومنهم قاضي الحدود والتعزيرات “أبو عمر التونسي”، والقيادي “أبو ذر المصري” والقيادي “أبو يحيى الجزائري”، و”أبو دجانة التونسي”، جراء قصف للتحالف الدولي في 30 من حزيران العام الماضي، على ريف حلب الغربي.

كما قتل القيادي البارز في التنظيم، أحد أبرز الشخصيات الجهادية في سوريا، ساري شهاب، الذي يحمل اسم صهيب أيضًا والملقب بـ ”أبو خلاد المهندس”، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في إدلب، في آب العام الماضي.

من هو فصيل حراس الدين؟

أعلن مقاتلون جهاديون في إدلب عن تشكيل “حراس الدين”، في شباط عام 2018، من اندماج سبع مجموعات عسكرية عاملة في المنطقة.

وبحسب معلومات عنب بلدي، يضم التنظيم كلًا من مجموعات “جيش الملاحم، جيش الساحل، جيش البادية، سرايا الساحل، سرية كابل، جند الشريعة”، وفلول “جند الأقصى”، ويقودهم القيادي في “هيئة تحرير الشام” سابقًا “أبو همام الشامي”.

بالإضافة إلى قيادات “القاعدة” في مجلس الشورى الذي يضم “أبو جليبيب طوباس” و”أبو خديجة الأردني” و”سامي العريدي” و”أبو القسام” و”أبو عبد الرحمن المكي”، وعددًا من القياديين السابقين في “جبهة النصرة” الذين رفضوا فك الارتباط بالقاعدة.

ويعتبر “حراس الدين” أحد تشكيلات غرفة عمليات “وحرض المؤمنين”، ويتركز نشاطه العسكري في الخاصرة الغربية من محافظة إدلب، وصولًا إلى الريف الشمالي للاذقية.

وانشق “حراس الدين” عن “هيئة تحرير الشام” بسبب رفض قيادييه فك ارتباط الفصيل بـ “تنظيم القاعدة”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا