اليوم الدولي للنوروز
منصور العمري
تحتفي الأمم المتحدة في 21 آذار/مارس من كل عام بـ “اليوم الدولي للنوروز”، لمشاركة هذا العيد مع بلدان العالم وشعوبه. بعد أن أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه المناسبة يومًا دوليًا عام 2010، بمبادرة من عدة دول منها أذربيجان وأفغانستان وألبانيا وإيران وتركيا ومقدونيا وطاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان والهند.
نوروز تعني يومًا جديدًا، ويختلف لفظها حسب البلد فهي: نوفروز أو نافروز أو نووروز أو نيفروز أو ناوريز. يحتفل أكثر من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بنوروز، وهو يوم الاعتدال الربيعي باعتباره بداية العام الجديد. هذا الاحتفال قائم منذ أكثر من 3000 سنة في آسيا الوسطى والبلقان وحوض البحر الأسود والشرق الأوسط والقوقاز في مناطق أخرى.
أدرجت “يونيسكو” في 30 أيلول/سبتمبر 2009 عيد نوروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشري.
أما نظام الأسد فكان يقمع هذه المناسبة ويطارد المحتفلين بها. مع بداية كل ربيع في دمشق، كانت احتفالية نوروز مناسبة يشهد فيها السوريون مدى قمع نظام الأسد وكراهيته لمن يحكمهم. حرم نظام الأسد الكرد في سوريا حتى من الفرح، وطارد رجالاتُ أمنه المحتفلين ونكّلوا بهم في عيدهم لعقود. فحوّل نظام الأسد ساحات السعادة والرقص بداية الربيع في دمشق إلى حلبات قتال وتنكيل، في ركن الدين وابن النفيس وزورآفا وغيرها.
عيد نوروز احتفالية قومية ومجتمعية لدى الكرد من بين قوميات أخرى، ويجسد جوانب من عاداتهم الثقافية والتاريخية التي أثرت في الحضارات من خلال تبادل القيم الإنسانية. يبدأ الناس احتفالهم بهذا العيد يومي 20 و21 آذار. أناسٌ عاديون، يروي فيه الأجداد للأطفال حكايا الظلم والنصر والحرية، وتتبادل العائلات الأكلات الطيبة، ويرقص الشباب والفتيات على أنغام موسيقاهم بلباسهم التراثي. تكتسي الفتيات ألوان الربيع، والرجال لون الأرض، ويشعلون النار في المرتفعات.
يعتبر نوروز من أكثر الأيام رمزية بالنسبة لهم، فهو يوم قاد كاوا الحداد ثورة شعبية ضد الحاكم الطاغية الملقب بالضحاك، ويوم تحررهم من القمع، وانتصارهم على الظلم، ليكون رأس السنة الكردية. كما أنه يحيي الانسجام والتعايش مع الطبيعة، والعلاقة القوية بين البشر ومحيطهم.
لا يقل هذا العيد أهمية لدى الكرد عن أعياد أخرى لمكونات المجتمع السوري. تشكل هذه المناسبات جسورًا للتواصل المجتمعي والمشاركة الوجدانية بين الأفراد والمجموعات، في ظل ظروف بائسة يعيشها السوريون اليوم على مختلف انتماءاتهم.
احتفالية نوروز فرصة تجمع الناس، في زمن لم يبق فيه للسوريين ما يوحدهم سوى الفرح، وبقايا من أمل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :