إسرائيل.. هل تتدخل عسكريًا في سوريا؟
وصفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” اليوم الأحد (28 حزيران)، وضع إسرائيل إزاء الخطر الذي يواجه الدروز في سوريا بالـ “معضلة الاستراتيجية”، وبينما يطالب دروز إسرائيل بمساعدة أقربائهم “إنسانيًا” تدرس السيناريوهات بحذر.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أزمة العلاقات بين الطائفة الدرزية في إسرائيل وقيادة الدولة عقب الهجمات مؤخرًا على سيارات الإسعاف الإسرائيلية التي كانت تحمل مصابين سوريين، إلا أن مسؤولين إسرائيليين سابقين أفادوا بإمكانية التدخل عسكريًا في سوريا لحماية البلدات الدرزية.
بدوره قال عاموس يادلين، المدير السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، والذي يرأس حاليًا معهد دراسات الأمن القومي INSS في جامعة تل أبيب، إن إسرائيل ملتزمة بإنقاذ دروز سوريا من “المذبحة”، كما فعلت بالنسبة للأقليات الأخرى في البلاد “هناك ضرورة ملحة لمساعدتهم”، مشيرًا إلى أن التدخل العسكري “سيضعف من شرعية المعارضة محليًا وفي أعين العالم العربي”.
ووفقًا ليادلين، فإنه يجب على اسرائيل إرسال رسائل إلى مختلف الجماعات المعارضة في سوريا مضمونها أنها “لن تتسامح مع المجزرة”، مؤكدًا على أن فشل الأمر “يتيح لإسرائيل استخدام سلاح الجو ضد أولئك الذين يحاولون احتلال القرى الدرزية”، مردفًا “لا يوجد مبرر للتدخل البري، ولكن علينا تقديم المساعدة إنسانيًا، ومساعدة اللاجئين على الجانب السوري من هضبة الجولان”.
ولا تزال الطائفية الدرزية في إسرائيل حذرة إزاء المطالبة بتدخل بلادهم العسكري في سوريا، إذ قال الشيخ موفق طريف، زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل في مقابلة مع قناة الحرة هذا الأسبوع،”نحن لم نطلب من إسرائيل أن تتدخل في الشؤون السورية، ولكننا كمجتمع ندعو فقط للمساعدة الإنسانية”.
وعند سؤال الصحيفة ليوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لقسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية والمدير العام السابق لوزارة الشؤون الإستراتيجية فيما إذا كان ينبغي على إسرائيل التدخل إلى جانب الدروز في سوريا، أجاب “على إسرائيل عدم إقحام نفسها في الأمر والابتعاد عن المتاعب”.
“في الوقت الحالي، لا يواجه الدروز تهديدًا مستعجلًا”، أضاف يوسي، مردفًا “ليس هناك هجوم بصفة خاصة ضدهم، حتى النصرة التي قتلت 28 درزيًا هرعت للاعتراف بخطئها واعتذرت؛ أنا لا أعرف أي عنصر في سوريا استهدف الدروز، لذلك أعتقد أن التهديد أمر مبالغ فيه”.
وأشار كوبرفاسر إلى أن الدروز يشعرون بالخوف بشكل طبيعي من المعارضة السنة القريبة من محافظة السويداء في ظل تراجع نظام الأسد في الجنوب ومن “الدولة الإسلامية” في الشرق، مؤكدًا أنه وفي الوقت الحالي امتنعت هذه القوات عن التقدم في المناطق الدرزية المكتظة بالسكان، “لانعرف كيف ستتطور الأحداث؛ الأمور معقدة وهذه هي الحياة”.
وكان أبو محمد الجولاني، مؤسس وأمير جبهة النصرة قال في مقابلة مع قناة الجزيرة الشهر الماضي إن رجاله بدؤوا بدعوة الدروز في المناطق التي يسيطرون عليها إلى الإسلام.
وأبدت إسرائيل في وقت سابق أنها ستتدخل لمنع “مذبحة الدروز السوريين”، متعهدةً بحماية اللاجئين منهم والمحتمل فرارهم باتجاه أراضيها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :