أكدت حكومة “الوفاق” الليبية أن عددًا من الرحلات الجوية السورية الواصلة إلى مدينة بنغازي مؤخرًا، حملت على متنها عددًا من المقاتلين والخبراء لدعم قوات المشير خليفة حفتر، قائد “الجيش الوطني الليبي”، المناهض لـ”الوفاق”.
ووفقًا لبيان وزارة الداخلية في حكومة “الوفاق”، المعترف بها دوليًا، الذي نشرته عبر صفحتها في “فيس بوك” اليوم، الأربعاء 18 من آذار، فإن “هيئة الاستثمار العسكري” هي التي تسيّر الرحلات بين دمشق وبنغازي، لتنقل المقاتلين والخبراء لدعم حفتر.
وأوردت الحكومة مؤخرًا معلومات أن عددًا من الرحلات الأخيرة وصل عبرها المقاتلون السوريون والخبراء، ليتضح ارتباطهم وصلتهم بشركة “فاغنر الروسية”، وعناصر “حزب الله” اللبناني، و”الحرس الثوري” الإيراني.
وتمنح “هيئة الاستثمار العسكري” الأشخاص السوريين تأشيرات دخول للأراضي الليبية دون موافقة الجهة المختصة (مصلحة الجوازات والجنسية وشؤون الأجانب)، بحسب البيان.
وتسيّر “الهيئة” رحلاتها عبر الخطوط الجوية لشركة “أجنحة الشام” السورية الخاصة التي يمتلكها أقرباء لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، وهي مدرجة على لوائح عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية.
وفتحت “أجنحة الشام” مكتبًا لها في مدينة بنغازي لإقامة نشاطات تجارية مشبوهة تحت غطاء هذا الخط الجوي، الذي بحسب البيان، يمكن أن يسبب في كارثة صحية، لقدوم هؤلاء الأشخاص من مناطق موبوءة بفيروس “كورونا المستجد”، بحكم اختلاطهم بالإيرانيين هناك.
في حين تنفي وزارة الصحة في حكومة النظام، حتى إعداد التقرير، إصابة أي شخص بالفيروس، معلنة أنها تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع وصوله.
الأخبار عن وصول مقاتلين مرتبطين بالنظام إلى ليبيا ليست الأولى، إذ كانت صحيفة “Le Monde” الفرنسية قالت، إن 1500 مقاتل من “الوحدات الخاصة” في قوات النظام السوري، وصلوا إلى مدينة بنغازي الليبية لدعم المشير خليفة حفتر، قائد “الجيش الوطني الليبي”، التابع لـ”الحكومة المؤقتة” غير المعترف بها دوليًا.
ونشرت الصحيفة الفرنسية تقريرًا، في 9 من آذار الحالي، ذكرت فيه توجه المقاتلين إلى ليبيا برعاية رئيس “مكتب الأمن الوطني” السوري، علي مملوك.
وأشارت الصحيفة إلى أن وصول المقاتلين يعني “تصاعد العنف والتدخل الأجنبي في ليبيا”، التي تشهد معارك بين “حكومة الوفاق” المعترف بشرعيتها دوليًا، برئاسة فائز السراج، والحكومة الموالية لحفتر.
كذلك نقل موقع “السويداء 24” المحلي، في كانون الثاني الماضي، عن “ضلوع حزب سياسي مرخص لدى الحكومة السورية، في العمل على تجنيد مرتزقة من المواطنين في محافظة السويداء (جنوبي سوريا)، ومحافظات أخرى، بدعم من شركة أمنية روسية، بغية إرسالهم للقتال في ليبيا”.
وافتُتحت السفارة الليبية التابعة لـ”الحكومة المؤقتة” الداعمة لحفتر، في 3 من آذار الحالي، بالعاصمة السورية دمشق، الأمر الذي اعتبرته حكومة النظام عودة للتمثيل الدبلوماسي بين سوريا وليبيا.
بالمقابل، تواجه “حكومة الوفاق” رغم نفيها، اتهامات باستقبال مقاتلين سوريين من “الجيش الوطني السوري”، عبر الأراضي التركية، لدعم عملياتها ضد حفتر.
وسابقًا، نفى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام عن منح الجنسية التركية لمقاتلي “الجيش الوطني السوري”، مقابل قتالهم إلى جانب تركيا في ليبيا.
–