الكاتب محمود وهب لعنب بلدي: موسكو وضعت السوريين “نظامًا ومعارضة” خارج مسار الحل

  • 2020/03/18
  • 5:10 م
الكاتب والمحلل السياسي محمود وهب - 2014 (شام)

الكاتب والمحلل السياسي محمود وهب - 2014 (شام)

حوار: أسامة آغي

تدخلت روسيا في النزاع السوري منذ بدايته، مقدمة دعمها السياسي والدبلوماسي للنظام، قبل اقتحامها الجانب العسكري، في أيلول عام 2015، وبدئها بقيادة ملف الحل والمفاوضات باجتماعات متتالية بين أطراف النظام والمعارضة والدول الضامنة، كان أحدثها لقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في 5 من آذار الحالي، الذي اتفقا خلاله على شروط لم تحقق مطالب أي طرف سوري.

تحدثت عنب بلدي مع الكاتب السوري محمود وهب، لإلقاء الضوء على الدور الروسي وأثره على السوريين.

تفاهمات موسكو هشّة

أخرجت موسكو السوريين، من النظام والمعارضة، من مسارات الحل التي مالت لمصالح الروس أكثر، وحققت وجودًا أقوى لهم وللإيرانيين، حسب رأي الكاتب وعضو “الحزب الشيوعي الموحد” سابقًا محمود وهب.

انسجمت تلك التفاهمات مع “الحلول التي ترفضها أغلبية الشعب السوري”، حسبما قال وهب، مشيرًا إلى أنها لم تأتِ على طريق تحقيق مطالب الشعب “في دولة ديمقراطية جامعة”.

ويعتبر الكاتب الروائي أن روسيا “منحازة لمن منحها نفوذًا أوسع، ومكّن لها في سوريا، ورغم أن القرار الرئيس لروسيا إلا أن النظام القائم حاليًا، هو الذي يمنحها غطاء وجودها، وهو الذي أتى بها”.

أي حل لا يلحظ مطالب السوريين هو حل لا مستقبل له، حسبما أضاف وهب، ولا بديل لتفاهمات موسكو، سوى الذهاب إلى جنيف، وتطبيق القرار 2254، الذي يحدد مسارات الحل السياسي وفق خطوات تشرف عليها الأمم المتحدة.

نظام منتهٍ

“النظام منهك ومنتهٍ عمليًا، ولا يملك أبسط شروط الحياة”، حسبما يرى محمود وهب، مشيرًا إلى أن البديل عن النظام السوري قد يكون فيدراليًا، أو لا مركزيًا.

ولكن الدولة الموحدة التي تحقق المواطنة الفعلية، وتلغي التمييز الشامل، هي ما ينشده الشعب السوري، فعلى أرض الواقع لا توجد أرضية ديموغرافية لقيام فيدراليات على أساس قومي، أو طائفي.

“النفعية” والانحيازات الشيوعية لروسيا

اتخذت القيادات “النفعية” اليسارية قرار الانحياز للنظام السوري، حسبما يرى العضو السابق في “الحزب الشيوعي الموحد”، ولكن هناك كثيرًا من الشيوعيين “ظلوا مع أطروحات الحزب حول الحرية والديمقراطية، وفصل السلطات، وتداول السلطة”.

ويعتقد وهب أن هذه الذهنية والمواقف المؤيدة للنظام أساسها “أن السوفيت ابتدعوا فكرة طريق التطور اللا رأسمالي، حيث رأوا في أمثال البعث، وتركيبته الاجتماعية- الاقتصادية، أنهم ديمقراطيون ثوريون.. من هنا بدأ التدجين”، ولم تبقَ الأحزاب الشيوعية على حالها، ولا فكرتهم عن أحزاب الديمقراطية الثورية مثل “البعث” أعطت نتائج إيجابية.

المطلوب مؤتمر وطني جامع

لا تتوفر الشروط الموضوعية والذاتية لبناء إطار وطني شامل يمثل السوريين، ويسترد قرار الشعب الوطني المستقل، حسبما قال وهب، إلا أن قيام مؤتمر وطني سوري جامع، لا يكون عبارة عن “دكان” يتاجر من خلاله بالشأن السوري العام، يمكن أن ترعاه منظمة دولية، أو رجال أعمال سوريون، دون أن تتسلط عليه دولة ما، وتخضعه  لجهة ما، من شأنه أن يشكّل عامل ضغط على الأطراف المتصارعة كلها، فإن لم يأتِ بحل عادل، فقد يقود إلى جنيف والقرار 2254، وبذلك يحرّر المعارضة من ارتهانها.

مقالات متعلقة

لقاءات

المزيد من لقاءات