الأطفال منيعون أمام “كورونا”.. لكنه ينتقل عبرهم
على الرغم من الرعب الذي ينشره فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19) في 129 دولة حول العالم، ووصول أعداد المصابين فيه إلى 142 ألفًا و320 إصابة، وخمسة آلاف و388 وفاة حتى إعداد هذا التقرير، فإنه ضعفي أمام أجساد الأطفال الصغار.
وصرح خبراء لوكالة الأنباء العالمية الفرنسية (AFP)، بحسب تقرير نشرته اليوم، السبت 14 من آذار، أنه نادرًا ما تظهر أعراض حادة لدى الأطفال لأسباب غير معروفة عند إصابتهم بفيروس “كورونا المستجد”، وربما تقل احتمالية إصابتهم فيه بالمقام الأول.
لكن هذا لا يعني أن الرضع والأطفال الصغار والمراهقين ليسوا حاملين للفيروس، بحسب ما أكده الخبراء.
وعززت دراسة منشورة أمس، الجمعة 13 من آذار، في “Nature Medicine“، أن “كورونا المستجد” نادرًا ما يكون حادًا عند الأطفال، ما من المفترض أن يهدئ مخاوف عديد الآباء القلقين بشأن مرض أطفالهم فيه.
وبحثت الدراسة عشرة أطفال في الصين أُكدت إصابتهم في الفيروس، وتراوحت أعمارهم بين شهرين و15 سنة، بعد فحص 745 طفلًا كان لديهم اتصال وثيق مع مرضى شخصوا أو كانوا أفرادًا من عائلات عانت من الإصابة،
وأُصيب سبعة أطفال بالحمى (ولكن لم تتجاوز حرارتهم 39 درجة مئوية)، ومن الأعراض الأخرى السعال والتهاب الحلق واحتقان الأنف.
ولم يعانِ أي من الأطفال من الصداع أو آلام العضلات كما ورد في العديد من المرضى البالغين، كما لم تظهر الأشعة السينية على الصدر لجميع الأطفال العشرة أي علامات مقنعة للالتهاب الرئوي، والتي شوهدت في الإصابة الشديدة لدى البالغين.
وأظهرت دراسة أُجريت في منتصف شباط الماضي، على 44 ألف حالة مؤكدة في مدينة انتشار الفيروس، ووهان الصينية وما حولها، أن الفئة العمرية من عشرة سنوات إلى 19 سنة شكلت 1% من الإصابات ووفاة وحيدة.
أما الأطفال المرضى الذين تقل أعمارهم عن عشرة سنوات يشكلون أقل من 1%، دون تسجيل أي وفاة حتى إعداد هذا التقرير، بحسب ما نشرته “فرانس برس”.
أسباب مجهولة لعدم تأثرهم
اختصاصي الوبائيات في جامعة “جونز هوبكنز بلومبرج” للصحة العامة، جاستين ليسلر، قال “نعرف أن الأطفال يصابون بالفيروس، لكن لا يبدو أنهم يمرضون أو يموتون”.
وما لا يعرفه العلم، بحسب ليسلر، هو مقدار ما ينقله هؤلاء الأطفال الذين لا تظهر عليهم أعراض أو تظهر أعراض خفيفة، وهذا هو المفتاح برأي ليسلر لفهم دورهم في الوباء.
وقالت عالمة الأوبئة في مركز “فوغارتي الدولي”، التابع للمعهد الوطني الأمريكي للصحة، سيسيل فيبود، ”ما زلنا نحاول أن نلف رؤوسنا حول عجز الحالات بين أولئك الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة”.
وبرأيها توجد العديد من النظريات حول أن الأطفال، وخاصة الصغار منهم، أقل إصابة بالأعراض الخطيرة.
ويتعرض الأطفال الكثير من الأمراض في سنوات حياتهم الأول، لدرجة أن أجهزتهم المناعية تُضبط وتستجيب بشكل جيد للعدوى الجديدة، كما نقلت “فرانس برس” عن رئيس الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى “ستوني بروك”، في ولاية نيويورك الأمريكية، شارون ناكمان.
مهما كان السبب، فإن الأطفال ينقلون فيروس “كورونا المستجد” بسهولة رغم حصانتهم ضده، ولذا يجب إغلاق المدارس، للحد من انتشاره، وفقًا لفيبود.
البعد عن المدارس يعرض كبار السن للخطر
يجادل البعض بأن إبعاد الأطفال عن الفصول الدراسية وإبقاءهم في المنزل قد يعرض كبار السن للإصابة بالمرض التاجي، بحسب “فرانس برس”
وهذا ما قد يجعل الوباء أو القدرة على إدارة العواقب أسوأ، بحسب تصريح الأستاذ الفخري لعلم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة “نوتنغهام”، كيث نيل، للوكالة الفرنسية.
في حين يرى الإحصائي في جامعة “مانشستر”، توماس هاوس، أن هناك إيجابيات وسلبيات، وذلك لأن بعد الأطفال عن المدارس يساعد على احتواء انتشار العدوى، لكنه يخلق مشكلة أوسع في المجتمع مثل عدم الحصول على التعليم”.
لكن معظم الخبراء ينحازون إلى إغلاق المدارس من أجل إبطاء تقدم المرض وتوزيع عدد الحالات الحرجة على مدى فترة زمنية أطول، لتجنب إرهاق وحدات العناية المشددة أو الحجر الصحي في المستشفيات، كما حدث في ووهان وإيطاليا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :