“كورونا” قد يتسبب بالركود الاجتماعي.. كيف نتفادى ذلك

  • 2020/03/17
  • 12:08 م

إجراءات الحماية في قطار مترو الأنفاق في نيويورك الأمريكية 13 من آذار 2020 (نيويورك تايمز)

فرضت السلطات في بعض البلدان حول العالم حظر التجول بعواصم ومدن كبيرة، لمدة أسبوعين أو أكثر، واستبدال التعلم عن بعد بالذهاب إلى المدارس، كما تحولت الجامعات إلى فصول دراسية افتراضية، بالتزامن مع توقف العمل في الوظائف الحكومية في عواصم عربية وأوروبية.

كذلك صدرت قرارات حكومية حول العالم بإغلاق المطاعم والمقاهي ومراكز التسوق ودور السينما، مع توصيات وزارات الصحة لمواطني بعض البلدان بعدم الخروج إلى الأماكن المزدحمة والمكشوفة، ومنع إقامة التجمعات الكبيرة.

تأتي هذه القرارات كإجراءات احترازية من تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19)، الذي أودى بحياة أكثر من 6500 إنسان حتى الآن، واقتربت حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس من حاجز الـ170 ألف مصاب في 148 دولة حول العالم.

ويسبب تزايد أعداد الأشخاص المعزولين بسبب الحجر الصحي، خسائر في الصحة العامة لدى الإنسان، من بينها مشكلات اجتماعية وعقلية متمثلة بـ”مرض العزلة” الذي يسبب الركود الاجتماعي.

فبحسب صحيفة “نيويورك تايمز“، فإن ثلاثة من كل خمسة أشخاص عاملين في الولايات المتحدة يشعرون بالوحدة، وسط ما تواجهه البلاد من “تباعد اجتماعي” والعمل من المنزل وفرض العزل الذاتي والبقاء في المنزل لمدة 14 يومًا بعدة ولايات أمريكية.

ماذا يعني البقاء في المنزل؟

العزلة الذاتية هي مقياس فعال للوقاية من فيروس “كوفيد-19″، وهو إجراء احترازي لحماية الآخرين في المجتمع من خطر احتمال الإصابة بالفيروس، من خلال تقييد الاتصال المباشر مع المحيط قدر الإمكان (العائلة، والأصدقاء، والزملاء في العمل).

بالإضافة إلى عدم اصطحاب الزوار إلى المنزل، وتقليل الاتصال مع من يعيشون داخل المنزل، وجهًا لوجه أقرب من مترين لأكثر من 15 دقيقة، وفقًا لـوزارة الصحة في نيوزيلندا.

ويجب بموجب توصيات الوزارة، عدم مشاركة الأطباق أو أكواب الشرب أو أواني الطبخ، والمناشف والوسائد أو غيرها من الأشياء الشخصية الأخرى مع أشخاص آخرين في المنزل بعد استخدام هذه العناصر، وغسلها بالماء والصابون بعد استخدامها مباشرة.

اقرأ أيضًا: إجراءات صحية كي لا يصبح “كورونا” زميلك في مكان العمل

مسافة اجتماعية.. عزلة نفسية

في هذه اللحظات في أثناء العزل الذاتي، يمكن أن يواجه البعض تراجع الصحة النفسية والعاطفية على المدى الطويل، نتيجة العزلة الاجتماعية.

البشر حيوانات اجتماعية، تطوروا في مجموعات ليشعروا بالأمان أكثر، والفيروس المستجد يهدد تلك الروابط، ليعاني البعض من العزلة التي فُرضت عليهم كحالة طوارئ صحية.

وتحذر إدارة الموارد والخدمات الصحية الأمريكية من أن العزلة يمكن أن تضر بالصحة مثل تدخين 15 سيجارة في اليوم الواحد، الأمر الذي يؤدي إلى احتمالية الإصابة بالاكتئاب وارتفاع ضغط الدم والوفاة بسبب أمراض القلب.

كما تؤثر العزلة في المنزل على قدرة الجهاز المناعي على مكافحة عدوى فيروس “كورونا”، والمشكلة حادة في هذا الشأن بشكل خاص بين كبار السن، ليتحول الاحتراز من الفيروس التاجي “كورونا” إلى مرض نفسي بحسب إدارة الموارد الصحية.

وخلص تقرير للأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم، إلى أن العزلة الاجتماعية ارتبطت بزيادة كبيرة في خطر الوفاة المبكرة من جميع الأسباب، بما في ذلك خطر الإصابة بالخرف بنسبة 50٪، والإصابة بأمراض القلب بنسبة 29٪، وزيادة 59٪ من خطر التراجع الوظيفي.

كما وجد التقرير علاقة قوية متسقة بين العزلة الاجتماعية والسمنة والاكتئاب والقلق والأفكار الانتحارية.

اقرأ أيضًا: أخبار “كورونا” المضللة تغزو مواقع التواصل الاجتماعي.. محاولات لمحاربتها

مواجهة الركود الاجتماعي

الحذر والوقاية المتكاملة في المجتمع في أثناء الأنشطة اليومية أمر يجب أخذه بعين الاعتبار من أجل عدم تفاقم العزل الصحي الملزم في بعض الأوقات.

وخطر العزلة في بعض البلدان التي انتشر الفيروس الجديد بشكل كبير فيها مثل إيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية، أمر لا مفر منه، لكن هناك طرق للتخفيف من هذا الخطر، منها المشي في الخارج لساعات قليلة والنزهة في أماكن خارجية خضراء أكثر أمانًا من منظور الصحة العامة، من تناول العشاء في مطعم مزدحم.

وتكثيف الاتصالات والمحادثات الاجتماعية الافتراضية مع العائلة والأصدقاء، يعوض انخفاض التفاعل الاجتماعي الشخصي.

اقرأ ملف: “كورونا” في الأجواء.. هل يُضاف إلى أزمات السوريين؟

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية