تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تصدير رؤيتها تجاه الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا حول إدلب، حيث تؤكد واشنطن على أنه اتفاق هش ولن يعيش طويلًا، محملة النظام وروسيا المسؤولية.
هدنة مؤقتة
أحدث المؤشرات الأمريكية على فشل اتفاق إدلب هو حديث مبعوثها الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، اليوم الثلاثاء 10 من آذر، حيث قال إن روسيا والنظام السوري لا يريدان لهدنة إدلب الاستمرار، وفق صحيفة “يني شفق” التركية.
وأضاف أن واشنطن تريد مساعدة تركيا في إدلب، وأنها تدرس هذا الخيار مع دول “حلف شمال الأطلسي” (الناتو) الذي تعد تركيا أحد أعضائه.
ويؤكد كلام جيفري، وصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اتفاق إدلب بـ”المؤقت”، متمنيًا أن يدوم طويلًا، وفق وكالة “الأناضول” التركية.
ويعكس كلام أردوغان عدم جدية روسيا والنظام بالالتزام ببنود الاتفاق.
ووقّع الرئيس التركي، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في 5 من آذار الحالي، اتفاقًا في العاصمة الروسية موسكو، أوقف القتال بين فصائل المعارضة وقوات النظام.
وكان قد سبق الاتفاق جو مشحون بين موسكو وتركيا، اللتين تبادلتا الاتهامات حول خرق اتفاق “سوتشي” 2018 المتعلق بإدلب.
“فيتو” أمريكي
من أول المؤشرات الأمريكية على فشل اتفاق إدلب، هو تصدي واشنطن لروسيا في مجلس الأمن، حيث حاولت الأخيرة الحصول على تبني المجلس اتفاق موسكو المتعلق بإدلب، إلا أن أمريكا أوقفت ذلك باستخدام حق “الفيتو”.
وعقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن، في 6 من آذار الحالي، دعت إليه روسيا، قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة عرقلت تبني مجلس الأمن إعلانًا يدعم الاتفاق الروسي- التركي حول إدلب، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين لم تسمهم قولهم، إنه عندما طلب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، من شركائه في المجلس تبني إعلان مشترك بشأن الاتفاق الروسي- التركي، قالت واشنطن “إنه أمر سابق لأوانه”.
دعم غربي
لا تعد أمريكا الوحيدة التي تعتبر أن اتفاق موسكو المتعلق بإدلب مؤقت وهش، ولن يشهد استمرارًا، خاصة أن صيغة الاتفاق غامضة، ولم تجب عن مواضيع شائكة، مثل مصير نقاط المراقبة التركية، وحدود الاتفاق السابق (سوتشي)، إلى جانب مصير المدن الكبرى التي تقع على طريق “M4” الذي تريد تشغيله موسكو.
فالسفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة، كارن بيرس، أكدت خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن، في 6 من آذار الحالي، أنه يوجد كثير من الأسئلة حول طريقة تطبيق الاتفاق، والجهة التي ستتحكم فيه.
وقالت في هذا الصدد، “من سيسيطر على ما سيحدث في غرب حلب، وهل الحكومة السورية صدّقت رسميًا على الاتفاق الروسي- التركي؟ وهل ستطبق ترتيبات وقف إطلاق النار؟”.
كما عبّر السفير الألماني، كريستوف هويسغن، عن قلق بلاده إزاء معاناة المدنيين في إدلب، معربًا عن أمله بأن يتمكن الأهالي من العودة للعيش هناك، في حال الوصول إلى مناطق آمنة بعد تنفيذ وقف إطلاق النار.
وانتقدت الرئاسة الفرنسية الاتفاق، معتبرة أنه لا يزال هشًا ويتضمن نقاطًا غامضة، وذلك في بيان للإليزيه، في 6 من آذار الحالي.
وأشار البيان إلى أن الاتفاق الروسي- التركي “أنتج وقفًا لإطلاق النار لكنه لم يترسخ جيدًا بعد”، إذ إنه “رغم خفض التصعيد العسكري، لا تزال التحركات الميدانية مستمرة”.
ولفت إلى وجود عدد من النقاط الغامضة في الاتفاق، والمسائل التي يصعب التعامل معها، بما في ذلك، “الانسحاب من الطريقين الدوليين (M4) و(M5)، والحديث عن دعم سياسي وإنساني لا وضوح بشأن ترتيباته”.
وفي حين اقترحت عدد من الدول الأوروبية تعديلات على نص القرار الذي طرحته روسيا، رفضت موسكو من جانبها الدخول في مفاوضات طويلة حوله.
–