ثلاثة مؤشرات على قرب حل “تحرير الشام”.. هل تُزال من “قوائم الإرهاب”
ظهرت، خلال الأسابيع الماضية، عدة مؤشرات تدل على تطورات في إعادة ترتيب الصفوف العسكرية في إدلب، وخاصة فيما يتعلق بمصير “هيئة تحرير الشام”.
وساد غموض مصير “الهيئة” خاصة بعد تسلّم تركيا زمام الأمور في إدلب المدينة وريفها، مركز ثقل “الهيئة” سابقًا، عبر إدخال مئات المدرعات والآليات العسكرية والمقاتلين.
كما دخل “الجيش الوطني السوري”، المدعوم من قبل تركيا، من ريف حلب الشمالي، إلى جبهات القتال في إدلب وريفها، ما أدى إلى انحسار وجود “الهيئة” في ريف إدلب الشمالي.
وفي ظل التطورات المتسارعة التي شهدتها مدينة إدلب، في شباط الماضي، وكادت أن تسفر عن حرب وصدام عسكري بين الروس والأتراك، قبل التوصل إلى اتفاق، الخميس الماضي، بوقف إطلاق النار، برزت تساؤلات حول مصير الهيئة.
“تحرير الشام” لم تهدد العالم
في أواخر كانون الثاني الماضي، صرح المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، أن “تحرير الشام تركز على قتال قوات النظام، ولم يشهد لها تهديدًا على المستوى الدولي”.
وقال جيفري، في مؤتمر صحفي، إن “تحرير الشام تعرّف عن نفسها أنها تمثل معارضة وطنية تضم مقاتلين وليس إرهابيين، لكن أمريكا لم تقبل بهذا التوصيف بعد”.
ولم يعجب التصريح الأمريكي روسيا، وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في 24 من شباط الماضي، عدم قبول روسيا الاتفاق مع “تحرير الشام”.
وقال لافروف إن “تحرير الشام محظورة في روسيا ومدرجة رسميًا في قائمة مجلس الأمن الدولي للجماعات الإرهابية، ومدرجة في القوائم الوطنية الأمريكية، وهذه هي ليست المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤولون أمريكيون رسميون، إمكانية الحوار مع الهيئة في ظروف معينة”.
واعتبر أن “التلميحات الأمريكية واضحة بما فيه الكفاية، ولا نسمعها للمرة الأولى، وغير مقبولة على الإطلاق”.
مقابلة الجولاني
وتبعت التصريح الأمريكي، مقابلة القائد العام لـ”الهيئة”، أبو محمد الجولاني، مع موقع “Crisis Group” (مجموعة الأزمات الدولية)، في 20 من شباط الماضي.
وتحدث الجولاني في المقابلة عن بدايات تشكيل “جبهة النصرة” واضطراره لإعلان ارتباطه بتنظيم “القاعدة” في البداية، كونه لم تكن لديه خيارات بعد انشقاقه عن تنظيم “الدولة الإسلامية”، بحسب قوله.
وأشار الجولاني إلى أنه رغم ارتباطه بتنظيم “القاعدة”، تعهد بعدم استخدام سوريا من قبل “التنظيم” أو أي فصيل آخر، كمنصة إطلاق للعمليات الخارجية، والتركيز على قتال النظام السوري وحلفائه في سوريا.
كما أشار إلى أن هدف “الهيئة” حاليًا هو قتال النظام “الفاقد للشرعية”، معتقدًا أن “أيديولوجية الهيئة اليوم تستند إلى الفقه الإسلامي، مثلها مثل أي جماعة سنية محلية أخرى في سوريا”.
كما تحدث الجولاني عن علاقة “الهيئة” مع التنظيمات الجهادية الموجودة في إدلب، مثل “حراس الدين” و”الحزب الإسلامي التركستاني”، اللذين استهدفتهما أمريكا بعدة ضربات سابقًا وقتلت منهما قياديين.
وقال إن العلاقة مع تنظيم “حراس الدين” هي “علاقة معقدة”، لكن تم إلزامهم بعدم استخدام سوريا كـ”منصة انطلاق للجهاد الخارجي”، والاعتراف بـ”حكومة الإنقاذ”، التابعة لـ”الهيئة” أمنيًا وعسكريًا، وفق الجولاني.
زيارة جيفري وحديث حل “الهيئة”
وفي 3 من آذار الحالي، زار المبعوث الأمريكي، جيمس جيفري، ومندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، الأراضي السورية ودخلا عبر معبر باب الهوى إلى داخل إدلب الواقعة تحت سيطرة “الهيئة”.
ويدور حديث في ساحة إدلب عن قرب اندماج الفصائل بشكل جديد، تكون فيه “هيئة تحرير الشام” من ضمن التشكيل الجديد، بعد حلها.
وقال الناشط الإعلامي طاهر العمر، المقرب من “تحرير الشام”، والذي أجرى عدة لقاءات مع الجولاني، إن هناك “أخوة وتآلف قوي بين الفصائل العسكرية في المحرر (مناطق سيطرة فصائل المعارضة)، وتكاتف على قدر المسؤولية في غرف العمليات العسكرية وفي المعارك بشكل يفوق التلاحم بغرفة عمليات جيش الفتح”.
وأعرب العمر عم أمله في توحد كامل الفصائل العسكرية بجسم عسكري واحد بالقريب العاجل.
وتعيش إدلب في ترقب لما ستؤول إليه الأسابيع المقبلة، وسط تخوف من خرق الهدنة وعودة المعارك لكن بوتيرة أكبر.
وبدأ الجولاني مسيرته الجهادية مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، قبل الانفصال عنها والانضمام إلى تنظيم “القاعدة” في 2013، تحت اسم “جبهة النصرة” التي وضعتها معظم الدول على قوائم الإرهاب.
وفي 2016 أعلن الجولاني فك ارتباطه بتنظيم “القاعدة”، وتشكيل فصيل جديد تحت اسم “جبهة فتح الشام”، الذي خاض اقتتالًا داخليًا ضد فصائل إسلامية في إدلب، قبل أن يندمج مع فصائل أخرى ليصبح اسمه “هيئة تحرير الشام” في 2017.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :