معاناة مورينيو مستمرة.. الهزيمة أمام لايبزيغ قد تفتح باب الرحيل
عنب بلدي – فاضل الحمصي
لم يكد البرتغالي جوزيه مورينيو يبدأ مهمته بتدريب توتنهام هوتسبير، حتى بدأ الحديث عن مشاكل يعاني منها الفريق اللندني، ولم تخلُ تلك الأحاديث من مبالغات في بعض الأحيان، إلا أنها أشارت إلى أزمات حقيقية يعيشها الفريق الإنجليزي برفقة مورينيو.
تمرد صامت ضد مورينيو.. أسلوبه قديم وممل
بعد أسابيع فقط من بداية رحلة مورينيو مع توتنهام، سربت صحيفة “ذا صن” خبرًا عن وجود أزمة صامتة في صفوف الفريق اللندني، وقالت إن التوتر هو سيد الموقف بين مورينيو ولاعبي الفريق.
وفي التقرير ذاته، أشارت الصحيفة إلى أن لاعبي الفريق يعانون من أسلوب مورينيو الذي يركز على استغلال الكرات الطويلة ورميات التماس، وذلك على عكس أسلوب الاستحواذ واللعب المباشر الذي اعتادوا عليه خلال السنوات الخمس الماضية تحت قيادة الأرجنتيني بوكيتينو.
ويعتقد اللاعبون أن أساليب مورينيو التدريبية تصلح لفرق في درجات دنيا، أو لفريق لم يتطور على مستوى الخطط والتكتيك، ما جعلهم يشعرون بالإحباط والملل.
لم يرد مورينيو على تلك الأخبار، والتزم الصمت لفترة طويلة (وهو ما لم يعتد عليه متابعوه)، لكنه تطرق إلى الموضوع بطريقة غير مباشرة عقب مباراة بيرنلي في الجولة الـ29 من الدوري الإنجليزي حين قال، “هناك أشياء يصعب تغييرها، خاصة العقليات. العقليات أشياء يخلّفها المدربون السابقون. بضعة أشهر ليست كافية لتغيير ما تم بناؤه طوال ست سنوات أو أكثر”.
استمرار مورينيو قد يعني رحيل نجوم الفريق
لم يُصلح تولي مورينيو مهمة تدريب توتنهام الكثير في الفريق المتعثر منذ بداية الموسم، بل إنه زاد الأمور تعقيدًا بسبب رحيل بعض اللاعبين، والأحاديث عن نية بعضهم الآخر الرحيل خلال الصيف المقبل.
أول الراحلين كان الدنماركي كريستيان إريكسين، الذي انتقل إلى صفوف إنتر ميلان الإيطالي، ثم داني روز، الذي غادر الفريق دون سابق إنذار إلى نيوكاسل يونايتد بعد أزمة نشبت بينه وبين مورينيو غاب على إثرها من قائمة الفريق.
وأشارت صحيفة “إكسبريس” الإنجليزية، إلى أن نجم الفريق هاري كين لا يريد أن يكون جزءًا من خطة إعادة بناء توتنهام مع مورينيو في المستقبل، ولا ينوي تجديد تعاقده مع الفريق اللندني، كما أشارت إلى نيته الرحيل إلى مانشستر يونايتد.
السوق الشتوي لم يعطِ أي نتائج.. مورينيو برر مسبقًا!
تعاقد توتنهام خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية مع ثلاثة لاعبين، فضم على سبيل الإعارة جيدسون فيرنانديز من بنفيكا، كما تعاقد مع جيوفاني لو سيلسو بصورة دائمة، وستيفن بيرجوين من آيندهوفن.
وعن هذه التعاقدات قال مورينيو حينها، “أنا سعيد، نعم كان من الأفضل التعاقد مع مهاجم، لامتلاك قائمة متوازنة لمواجهة التحديات الكبيرة المقبلة، في ثلاث جهات مختلفة، لكن بالنظر إلى الصعوبات في سوق الانتقالات الشتوية، كان من الصعب العثور على مهاجم جيد، ليس فقط لحل مشاكلنا اليوم، ولكن لمستقبل الفريق”.
وأردف، “لا يمكنني الاختباء، إذا قلت إنه من السهل التنافس في ثلاث بطولات من دون مهاجم، سأكون كاذبًا.. لا يمكنني الكذب، تعرفون أن هذا مهم لنا”.
وعن التصريح الأخير، اعتبر بعض الخبراء حينها أنه تبرير استباقي لفشل يراه مورينيو محتملًا جدًا، ويبدو أن هذا ما يحدث فعلًا، حتى الآن على الأقل.
صعوبات واجهت عمل مورينيو
تعتبر البطولات الإنجليزية من الأكثر صعوبة في العالم بسبب المستوى العالي للفرق المتنافسة من جهة، وبسبب كثرة المباريات والجدول المزدحم من جهة أخرى.
وأشارت وسائل إعلام إنجليزية إلى أن مورينيو عانى من الجدول المزدحم بشكل كبير، كما عانى من إصابات عدة أبرزها إصابة هاري كين وسون هيونغ مين وجيوفاني لو سيلسو وموسى سيسوكو وغيرهم من اللاعبين.
وعن المعاناة من ضعف دكة الاحتياط والنقص في صفوف الفريق والإصابات قال مورينيو، “وضعنا يشبه الشخص الذي لديه بطانية صغيرة لا تكفي لتغطية كامل جسمه، فإذا سحب البطانية لأعلى فسوف يترك قدميه بلا غطاء، وإذا سحبها لأسفل لتغطية قدميه فإن نصفه الأعلى سيظل بلا غطاء، هذا هو حالنا بالضبط، لكننا نتحلى بروح رائعة، وهذا هو الشيء الذي أحبه”.
وأضاف، “يتعين علي أن ألعب هذه المباراة في الشطرنج من دون قطع، فأنا لا أملك أحصنة ولا ملوكًا”.
ورغم الصعوبات، يُحسب لمورينيو نجاحه بالاقتراب من رباعي الصدارة، وإعادة بعض النجوم للتألق، وعلى رأسهم ديلي آلي، الذي خف بريقه في الأيام الأخيرة لبوكيتينو.
https://youtu.be/JJnt_0Tr-y0
الإقصاء من دوري الأبطال قد يفتح باب الرحيل
سيعيش مورينيو اختبارًا صعبًا يوم الثلاثاء المقبل حين يلاقي لايبزيغ الألماني، في إياب دوري الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، وكان توتنهام خسر مباراة الذهاب على ملعبه بهدف دون مقابل، ما يجعل مهمة الفريق الإنجليزي معقدة للغاية.
ويبدو أن مورينيو لا يزال متفائلًا بمباراة الإياب ويتوقع أن يفوز فيها، حيث قال، “إنها 1- 0 وليست 10- 0، كل الاحتمالات تبقى واردة بكل بساطة، لن نكون أول فريق يخسر في ملعبه بهدف في الذهاب ويفوز في الإياب خارج قواعده”.
وفي حال الإقصاء من دوري الأبطال بهذه المرحلة لفريق وصل قبل عام فقط إلى المباراة النهائية، فمن الممكن أن يُفتح باب الانتقاد على مصراعيه، فالصحافة لن ترحم مورينيو، والجماهير قد تنقلب عليه، واللاعبون قد يفقدون ثقتهم به ويتمردون ويخرجون عن سيطرته، بسبب الفشل أمام فريق لا يعتبر صعبًا، وبالنهاية سيؤدي هذا إلى أن تتدخل الإدارة للتضحية به، وقد رأينا مثل هذا السيناريو سابقًا في تجارب مورينيو الأخيرة. وعليه، الخسارة أمام لايبزيغ لن تعني بالتأكيد إقالة مورينيو، لكنها قد تفتح الباب للإقالة مع نهاية الموسم.
الصحفيون كانوا الأسعد بعودة مورينيو للتدريب!
مع عودة مورينيو إلى التدريب في الدوري الإنجليزي، كان الصحفيون هم الأكثر سعادة بهذه العودة، فغالبًا ما تُرافق مورينيو تصريحات نارية ومواقف طريفة تكون مادة دسمة لتغطياتهم الإخبارية.
وبالفعل، لم ينتظر مورينيو كثيرًا للبدء بتلك الأشياء، فنال بطاقة صفراء بسبب التجسس على خطة الخصم في إحدى المباريات، وخرج بتصريحات اعتُبرت عدائية، ثم خرج بتصريح غير مألوف عنه أيضًا حين امتدح خصمه اللدود غوارديولا، بالإضافة إلى مواقف أخرى تخرج مع كل مؤتمر صحفي أو حديث لأي وسيلة إعلامية، يشغل بها الصحافة الإنجليزية لفترات طويلة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :