نقص مساعدات وإسهامات "خجولة"..
دعم إغاثي ضعيف لمدينة إدلب
إدلب – شادية التعتاع
“نزحت مع زوجتي وأولادي الستة من منزلنا منذ بداية الحملة العسكرية على مدينتي قبل سنة تقريبًا، ليستقر بنا الحال في بيت تأكله الرطوبة في مدينة إدلب، وإيجاره 20 ألف ليرة سورية”.
يروي صبحي طلال الخاني البالغ من العمر 39 عامًا، لعنب بلدي، سوء الوضع الإنساني في مدينة إدلب، مع قلة الدعم الإغاثي، ملقيًا بالمسؤولية على المجلس المحلي.
صبحي، النازح من مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، لم يحصل سوى على سلة واحدة منذ نزوحه، رغم سوء وضعه المعيشي.
وكحاله، الآلاف من القاطنين في إدلب الذين نزحوا هربًا من القصف الجوي من قبل قوات النظام السوري وحليفتها روسيا، فبحسب مدير فريق “منسقو الاستجابة”، محمد الحلاج، بلغ عدد النازحين في المدينة 417.633 نسمة، منذ أن بدأت الحملة على ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي، حتى شباط الماضي.
معظم هؤلاء النازحين يعيشون حالات صعبة، في ظل قلة المساعدات الإنسانية من قبل المنظمات، مقارنة مع النازحين الآخرين الموجودين في المخيمات أو في مدن وبلدات أخرى بالشمال السوري.
المجلس يبرر: المنظمات مسؤولة
يؤكد رئيس المجلس المحلي لمدينة إدلب، عبد القادر هرموش، لعنب بلدي “أن المساعدات التي يتم توزيعها على النازحين الموجودين في مدينة إدلب قليلة مقارنة ببلدات ومدن أخرى في الشمال السوري، ويعود ذلك لتقصير بعض المنظمات الإنسانية في دعمها للمجلس”.
ويتم توزيع المساعدات على النازحين عن طريق مخاتير موزعين على ثمانية أحياء، بينما لا تقتصر الحاجة إليها على النازحين، فوفق الهرموش، جزء كبير من المقيمين يعانون أوضاعًا صعبة.
صبحي، وغيره من النازحين الذين التقتهم عنب بلدي في إدلب، أرجعوا أيضًا سبب نقص المعونات الغذائية لضعف عمل المنظمات، وعدم التنسيق فيما بينها في مدينة إدلب.
أحد النازحين (تحفظ على نشر اسمه) وهو من مدينة كفرنبل، يقول لعنب بلدي، إن كثيرًا من أقربائه وأصدقائه في مدينة إدلب أرهقتهم الديون بسبب قلة المعونات الغذائية والدعم بشكل عام في المدينة.
حكومة الإنقاذ تبرئ نفسها
يؤكد مدير الشؤون الإنسانية في مدينة إدلب، بلال الحسامي، لعنب بلدي، أن المديرية التابعة لـ”حكومة الإنقاذ” وفرت المخيمات ومراكز الإيواء للنازحين في إدلب، في ظل أزمة النزوح الكبيرة التي شهدتها المنطقة بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية.
وشملت المساعدات مخيمات كل من الشيخ مصطفى، والعوجة، واليمان، والروتكو، وحرش مارتين، والملعب البلدي، والزيتون وغيرها من المخيمات، كما وُزع لجميع النازحين، بحسب الحسامي، “كل ما يحتاجونه من مواد تدفئة (مازوت وبيرين)، بالإضافة إلى وجبات طعام يومية”.
وبشكل يومي يتم توزيع ما يقارب 12000 وجبة، كما وُزع الحليب المجفف والسلل الغذائية، ويشمل التوزيع، وفقًا لمدير الشؤون الإنسانية، “مبالغ بقيمة 120 دولارًا للعائلة الواحدة”.
كما أمّنت المديرية السكن لـ195 عائلة في مراكز الإيواء الموجودة ضمن المدينة، ونُقلت 60 عائلة من المساجد إلى مركز إيواء الملعب البلدي داخل مدينة إدلب.
لكن الأرقام التي يتحدث عنها الحسامي لعنب بلدي، تشكل جزءًا صغيرًا من الاحتياجات لجميع سكان المدينة والنازحين إليها، إذ تُضاف إلى الاحتياجات الإغاثية احتياجات طبية وتعليمية، وأخرى تتعلق بالسكن والاستقرار، لمئات الآلاف من المقيمين والنازحين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :