عنب بلدي – عاصم ملحم
تعاني مدينة الباب في ريف حلب الشمالي من تضرر البنى التحتية، وسط بطء الإجراءات المتخذة لإصلاح الأعطال في الطرقات وفي شبكات المياه والكهرباء، الأمر الذي زادت وطأته مع ارتفاع أعداد النازحين إلى المدينة، إثر العملية العسكرية على ريف إدلب.
بلغت أعداد العائلات الواصلة إلى مدينة الباب وضواحيها مؤخرًا خمسة آلاف و400 عائلة، بالإضافة إلى “آلاف النازحين” من مختلف المناطق السورية كحمص والغوطة والمناطق الشرقية من سوريا، بحسب مدير مكتب الإغاثة في المجلس المحلي لمدينة الباب، إيهاب راجح.
الأعداد الكبيرة للنازحين والمهجرين أدت لازدحام شديد في طرقات المدينة المتهالكة بفعل العمليات العسكرية، التي أدت إلى طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” عام 2017، لتسيطر عليها فصائل المعارضة السورية بدعم تركي ضمن عملية “درع الفرات”.
ازدحام وتراجع خدمي
أحمد الحاج علي، هو نازح من مدينة سراقب، شرقي إدلب، وصل إلى مدينة الباب، واستخرج بطاقات شخصية له ولأسرته من المجلس المحلي، لتسهيل أمورهم وتسجيل أبنائه في المدارس.
ورغم الاستضافة الحسنة التي وجدها من أهل المدينة، أكد أحمد رغبته بمغادرتها في أقرب فرصة، إذ إن المدينة تعاني من الازدحام الشديد وقلة فرص العمل.
أما خالد شحادة، النازح من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب، فقال لعنب بلدي إنه توقع أن تكون الباب بحال أفضل، باعتبارها تتبع إداريًا للحكومة التركية.
إضافة إلى الازدحام، يبرز الواقع الخدمي كأبرز مشاكل الباب، وبحسب ما أكده الشاب خالد الحلبي، وهو أحد سكان المدينة، فإن أغلب الأبنية شبه مهدمة، وشبكات المياه والكهرباء معطلة بسبب القصف، بالإضافة إلى الطرقات الضيقة والمهترئة والمليئة بالحفر.
كما أشار خالد إلى أن أرصفة المدينة مشغولة بالمحال التجارية، معتبرًا أن ذلك شأن المجلس المحلي للمدينة، “الذي لم يسمع منه سوى الوعود، وسط بطء في عملية الإصلاح”.
ما دور المجلس المحلي؟
رئيس بلدية الباب، مصطفى عثمان، قال لعنب بلدي، إن العمل جارٍ حاليًا على صيانة وتأهيل البنى التحتية بشكل متسلسل، من خطوط الصرف الصحي والمياه والاتصالات والكهرباء وتعبيد الطرقات، وأضاف أن مشروع المياه شارف على الانتهاء، وسيبدأ الضخ التجريبي قريبًا.
وفي حديث سابق لعنب بلدي مع مسؤول شركة الكهرباء في الباب، محمد عساف، قال إن الشركة تعمل على مد خط التوتر العالي من الحدود التركية وصيانة المحولات، مؤكدًا أن فترة التشغيل المتوقعة في بداية كانون الأول من عام 2019، وهو ما لم يحصل حتى لحظة كتابة التقرير.
محمد العلي، وهو أحد سكان الباب، لا ينكر دور المجلس المحلي، رغم وصفه المدينة بـ”المعطلة”، وتأكيده على غلاء المعيشة بسبب دمار البنية التحتية، لكنه يرى في المقابل أن “هناك جهودًا تبذل يوميًا رغم ضعفها”.
محمد قال إن كلامه ليس دفاعًا عن المجلس، لكن الظرف العام يجعل الازدحام في المدينة طبيعيًا للغاية، مشبهًا مدينة الباب “بسوريا الصغيرة”، لجمعها سكانًا من مختلف المحافظات.