من على دكة التدريب في نادي برشلونة، تصدح حنجرة مساعد مدرب الفريق الإسباني إيدر سارابيا، الغاضبة على أداء اللاعبين، بعكس شخصية المدرب كيكي سيتين الهادئة.
وأشعل سارابيا غضب لاعبي البارسا بعد تسجيل مصور، في أثناء مباراة الكلاسيكو، التي جمعت بين ريال مدريد وبرشلونة على ملعب سنتياغو برنابيو، في 1 من آذار الحالي، وهو يوجه انتقادات شديدة للاعبين.
سارابيا الذي لا يسكت
وتلفظ سارابيا بكلمات خارجة عن الآداب تجاه أنطونيو غريزمان لعدم التسجيل، وفرانكي دي يونغ لتمركزه الخاطئ، وجيرارد بيكيه بسبب تمريراته الطويلة.
وقالت صحيفة “MARCA” إن لاعبي برشلونة “ليسوا سعداء” بحضور سارابيا، واصفة بيئة برشلونة بأنها “معقدة ومليئة بالغرور، ولا يوجد فيها مجال للأخطاء”.
وأشارت الصحيفة، في 3 من آذار الحالي، إلى أن برشلونة طلب من سارابيا تغيير طريقة تعاطيه مع اللاعبين، والتكيف مع غرفة ملابس برشلونة، وهو ما لم يستجب له سارابيا، بحسب الصحيفة.
بينما قالت صحيفة “Mundo Deportivo” المقربة من النادي الكتالوني، إن برشلونة سيعود لتنبيه سارابيا بشأن تعامله مع اللاعبين، مع تفهمه وتشجيعه لحماسه دون أن يفقد أعصابه، مشيرة إلى أن سلوكه أزعج الجميع دون استثناء.
وتلقى رئيس رابطة الدوري الإسباني، خافيير تيباس، شكاوى من الأندية الإسبانية بشأن سارابيا، بحسب ما نقلته صحيفة “SPORT” الكتالونية.
اعتذار.. لكن الصمت صعب
في أول ظهور إعلامي له بعد الكلاسيكو، قال المدرب الإسباني كيكي سيتين، الذي تسلم دفة برشلونة قبل نحو شهرين فقط خلفًا لفالفيردي، إن ما حدث مع سارابيا يقلقه جدًا، موضحًا، “صورة النادي هي أول شيء أفكر به، أتقبل انتقاد طاقمي حول النتائج وأي شيء باستثناء موضوع السلوك العام”.
ومدح المدرب مساعده لكنه طلب منه التحكم بردود فعله بالقول، “سارابيا شخص رائع لكن عليه أن يتعلم حول كيف يتحكم في نفسه”، معتبرًا أن هذا يحصل في جميع الأندية لكن ذلك ليس عذرًا أبدًا، وسارابيا يحاول حلها.
تصريحات سيتين جاءت في مقابلة مع صحيفة “Elperiodico“، في 5 من آذار الحالي، واصفًا مساعده بأنه “شاب صغير ومندفع ولديه كثير من الطاقة وهذا أمر إيجابي، لكن على مقاعد البدلاء يجب أن تُعكس الصورة الإيجابية لـلنادي”.
وفي الوقت الذي اعتذر فيه سيتين وسارابيا للاعبين وللجميع في النادي، بحسب تصريحات المدرب، انتقد وجود كاميرات خاصة تراقب التحركات في مقاعد البدلاء، معتبرًا أنه يجب القضاء على مثل التصرفات، مضيفًا، “لا يمكنني أن أضع يدي على فمي طوال المباراة”.
واستبعد المدرب أن تؤثر الأزمة على استقرار الفريق وأن تضر به، موضحًا أن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها أمر كهذا، وسبق أن حصل معه في ريال بيتيس ولاس بالماس.
مدرب هادئ.. مساعد مشاكس
إيدر سارابيا هو نجل مانو ساربيا، زميل كيكي سيتين في الملاعب، وُلد في بيلباو عام 1981، عندما كان والده يلعب لنادي المدينة.
انقطعت العلاقة بين سيتين ونجل صديقه، حتى دخل الشاب عالم الرياضة، بحسب ما نقله موقع “جول” الرياضي.
ورافق الشاب صديق والده في التدريب مع نادي لاس بالماس، ثم توجه معه إلى تدريب ريال بيتيس، وحافظ عليه سيتين عندما تولى إدارة فريق برشلونة.
وكان الثنائي الوحيد الذي تمكن من هزيمة الريال وبرشلونة على أرضيهما وبين جمهوريهما في موسم واحد، بين تشرين الأول 2018 وأيار 2019، عندما كان على دكة تدريب بيتيس.
وبينما يستمد المدرب ومساعده أفكارهما التدريبية من مدرسة “يوهان كرويف” المعتمدة على الاستحواذ والضغط على الخصم في منطقته، يختلفان بانفعالاتهما، إذ يعتمد المدرب على التروي في أحكامه وقراراته ودراستها بهدوء، بينما يستشيط مساعده غضبًا في أثناء التدريبات والمباريات.
كما أنه يحاول الضغط على لاعبي فريق الخصم وإخراجهم عن تركيزهم خلال مجريات المباراة، وهو ما حصل مع نجم نادي فالانسيا لويس جايا، في المباراة التي جمعت فريقه مع ريال بيتيس الموسم الماضي.
تضاف أزمة سارابيا إلى أزمات النادي المتلاحقة، وأبرزها الخسارات المتتالية في نصف نهائي كأس السوبر، والتي خرج بموجبها الفريق أمام أتلتيكو مدريد وتسببت بإقالة المدرب السابق فالفيردي، ثم المشاكل الإدارية بين اللاعبين وأبرزهم ميسي وبيكي ورئيس النادي، جوسيب بارتوميو، وأخيرًا خسارة الكلاسيكو والصدارة لمصلحة الغريم ريال مدريد.