خوارق اللاشعور.. للامبالاة فائدة أحيانًا
يعد كتاب “خوارق اللاشعور”، المنشور في عام 1951، دراسة للنفس البشرية، إذ يبحث في مجال عبقرية آلية عمل العقل البشري، وكيفية الوصول إلى التفكير المنطقي، واستثمار هذا التفكير في الحياة اليومية.
يُفتتح الكتاب بتحذير من الكاتب للقارئ، بقوله إن “هذا الكتاب ربما ينفع الراشدين من الناس، أولئك الذين خبروا الحياة وأصابهم من نكباتها وصدماتها ما أصابهم، أما المستجدون المدللون والأغرار الذين لم يمارسوا بعد مشكلة في الواقع فالأولى لهم ألا يقرؤوا هذا الكتاب.. إنه قد يضرهم ضررًا بليغًا”.
ينقسم الكتاب إلى خمسة فصول (تقع في 238 صفحة)، يتحدث علي الوردي في الفصل الأول عن الإطار الفكري للعقل البشري، وهو عن إطار لا شعوري يقيّد تفكير الإنسان ويجعله ينظر إلى الأمور من منظور معين، ينتج من علاقة الإنسان ببيئته وتأثره بها.
ومن الأفكار التي يطبقها الإنسان بشكل غير شعوري هي العبارات التي اعتاد المعلمون أن يلقنوها للطلاب في المدارس، مثل “من جد وجد” وأن “كل من سار على الدرب وصل”، وأن مستقبل الفرد بيده هو يستطيع أن يصنعه بنفسه حسبما شاء بحزمه واجتهاده، لكن التطرف فيها، بحسب الوردي، وتلقين الكبار والبالغين هذه العبارة من الممكن أن يؤدي إلى عكس النتيجة المرجوة.
فالحريص المتكالب على الشيء يخطئ كثيرًا ويصيب قليلًا، يمكن أن يضيّع عليه جزءًا كبيرًا من معالم النجاح، وفق ما يراه الوردي في كتابه.
ويرى الكاتب أيضًا أن هناك الكثير من أسباب النجاح آتية من استلهام اللاشعور والإصغاء إلى تأملات الفرد نفسه، وبهذا الكلام لا يحاول الوردي أن يستصغر أهمية الإرادة والجهد، بل يريد أن يعيّن لهذه الأمور حدها الذي تقف عنده، ويوضح مجالها الذي ينبغي ألا تتعداه.
وهناك أوقات تستدعي من الإنسان السعي والاجتهاد، وهناك أوقات تقتضي من الفرد الانسياب والاسترسال واللامبالاة وقلة الحرص، والسعيد بحسب الوردي، هو من استطاع أن يفرق بين هذه الأوقات وتلك، ثم يسلك في كل حين حسبما تقتضيه الحاجة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :