طور فريق من الأطباء في جامعة “كوليدج لندن” البريطانية و”مستشفيات جامعة لندن” (University College London) تطبيقًا للهواتف الذكية، يتيح للمستخدمين الكشف عن وجود اليرقان عند المواليد الجدد.
وفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة “Verdıct Medıcal Devıce“، الجمعة 6 من آذار، يوفر التطبيق الكشف عن اليرقان عبر التقاط صورة لعين الرضيع لتقيس اصفرار العين وتحديد خلو الحالة أو إصابتها باليرقان.
واختبر الأطباء التطبيق على عيون 37 من المواليد الجدد، وعالجوا الصور التي حصلوا عليها لإزالة عوامل تؤثر في النتيجة مثل ضوء خلفيّة الصورة، الذي قد تؤثر سلبًا في دقتها.
ووجد الفريق أنّ التقنية الجديدة نجحت في رصد جميع الحالات التي تستلزم علاجًا ضروريًا، و60% من الحالات التي لا تتطلب علاجًا، وذلك بعد مقارنة نتائج الصور مع نتائج اختبارات عينات الدم المأخوذة من الأطفال.
وقال الأطباء إن “الطريقة الحديثة فعالة في الكشف عن المرض مثل أجهزة الفحص المستخدمة والمعتمدة في المستشفيات”.
وبحسب الدراسة، يتيح التطبيق الجديد نتيجةً أكثر سرعةً مما يساعد في منع وفيات الأطفال حديثي الولادة بسبب اليرقان.
وقال الدكتور تيرينس ليونغ، من جامعة “كاليفورنيا” الأميريكية في لوس أنجلس، إنه في كثير من أنحاء العالم، تعتمد الممرضات على حاسة النظر وحدها للتأكد من إصابة المولود باليرقان أو خلوه منه.
لكن هذه الوسيلة غير دقيقة، خاصةً بالنسبة إلى الأطفال حديثي الولادة ذوي البشرة الداكنة. أمّا الطريقة التي تعتمد على الهاتف الذكيّ فتقدِّم تقييمًا أكثر دقة، مما يضمن اكتشاف الحالات الخطيرة، ومعالجتها بسرعة.
ويجري الأطباء حاليًا تجربة أوسع على التطبيق تشمل 500 طفل في غانا بغرب أفريقيا.
وقال فيليكس أوتلاو، الباحث الأول في الدراسة، “لا تتطلب طريقة الفحص الجديدة سوى توفر الهاتف الذكي مما يوفر عُشْر تكلفة الأجهزة التجارية المستخدمة في المملكة المتحدة”.
واليرقان هو حالة تظهر بسبب تراكم مادة تسمى البيليروبين في الجسم.
ويتعرض دماغ المصاب باليرقان لأحد أشكال السمية العصبية في الحالات الشديدة منه، ما يؤدي إلى وفاته أو إصابته بإعاقة دائمة مثل فقدان السمع، أو حالات عصبية مثل شلل الدماغ والتأخر في النمو، وقد يؤدي إلى الوفاة.
ويظهر في اليرقان لون أصفر فاقع في حدقة العينين، ويصطبغ الجسم باللون نفسه، ويتغير لون البول أيضًا.
ويصيب اليرقان ما يزيد على نصف الأطفال حديثي الولادة عالميًا.
وطوّر باحثون في جامعة واشنطن عام 2017، تطبيقًا مماثلًا للبالغين، على أمل التوصّل إلى تشخيص أفضل لليرقان عند مرضى السرطان.