عبّر ائتلاف “اليسار الراديكالي” (سيريزا) المعارض في اليونان عن استيائه من الطريقة التي تتعامل بها السلطات اليونانية مع اللاجئين.
وفي بيان إلكتروني نشره أمس، الجمعة 6 من آذار، انتقد ائتلاف “سيريزا” استخدام السلطات اليونانية القوة المفرطة ضد اللاجئين العالقين على الحدود اليونانية- التركية.
وأشار البيان إلى أن السلطات تقوم بـ”عمليات إبادة” واسعة ضد اللاجئين الموجودين في الجزر اليونانية وعلى الحدود، وكذلك ضد العاملين في المنظمات الدولية التطوعية هناك.
ولفت البيان إلى مقتل لاجئ سوري على الحدود قبل أيام برصاص قوات الأمن اليونانية.
واعتبر الائتلاف في بيانه أن الخطر الذي يواجه اليونان وشعبها مصدره “اليمين المتطرف” الذي يتنامى خطره في البلاد إلى جانب “الفاشية”، وليس اللاجئين.
انتهاكات موثقة
وأمس، نقلت عدسات ناشطين ووسائل إعلام تركية آثار تعامل قوات الأمن والجيش اليوناني مع اللاجئين على الحدود التركية- اليونانية، الذي تمثل بإجبارهم على خلع ملابسهم وحجزها مع أوراقهم الثبوتية والهواتف النقالة، وإعادتهم إلى الأراضي التركية دونها.
وتواصلت عنب بلدي مع أحد المهاجرين المعادين من اليونان، وهو سوري الجنسية (تحفظ على نشر اسمه لأسباب شخصية)، قال إن قوات الأمن اليونانية ألقت القبض عليه بعد وصوله إلى الأراضي اليونانية أمس، الجمعة.
ونقل الأمن الشاب إلى إحدى النقاط العسكرية لحرس الحدود اليوناني على الحدود مع تركيا، التي كان يوجد فيها مئات الأشخاص الذين حاولوا دخول الأراضي اليونانية، بينهم نساء وأطفال.
وأُجبر، وفق ما قاله لعنب بلدي، مع العديد من الشبان والرجال على خلع ملابسهم، وفتشتهم قوات الأمن وحجزت أوراقهم الثبوتية وهواتفهم، ثم أعادتهم إلى تركيا من دونها.
ووثقت قناة “TRT”، عودة مهاجرين من الحدود اليونانية إلى الأراضي التركية، وقالت إنهم تعرضوا للضرب وحجز أشيائهم الخاصة من قبل قوات الأمن والجيش اليوناني.
“رايتس ووتش” تطالب اليونان بوقف العنف ضد اللاجئين
من جانبها، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، اليونان والاتحاد الأوروبي، إلى الاستجابة لتركيا في عدم إيقاف اللاجئين وطالبي اللجوء، الذين يريدون الدخول إلى اليونان من الأراضي التركية، وزيادة قبول إعادة توطين اللاجئين السوريين في أوروبا.
كما انتقدت قرار اليونان بإيقاف استقبال طلبات لجوء جديدة لمدة شهر، واصفة القرار أنه “إجراء ليس له أساس قانوني أو مبرر”.
ونوهت المنظمة إلى احتمالية عدم إتاحة إجراءات “عادلة تراعي الأصول القانونية” للاجئين الذين حكمت عليهم المحاكم اليونانية بالسجن، لعبورهم الحدود دون وثائق.
وأشارت إلى أن القوات اليونانية استخدمت الغاز المسيل للدموع في أماكن تجمع اللاجئين من الجنسيات المختلفة، على الحدود اليونانية- التركية.
وطالبت المنظمة السلطات اليونانية العمل “بشكل عاجل” لوقف العنف والتحقيق مع المسؤولين ومحاسبتهم.
وقُتل ثلاثة لاجئين إثر استهداف القوات اليونانية لتجمعاتهم على الحدود اليونانية- التركية، بحسب تصريحات لوزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الخميس الماضي.
وفتحت تركيا قبل أسبوع حدودها البرية مع اليونان أمام الراغبين باللجوء من أراضيها، وطلب اللجوء في أوروبا، بعد مقتل 34 جنديًا لها في سوريا، في محاولة للضغط على المجتمع الدولي لدعم الموقف التركي.
وتجمّع آلاف الراغبين بالهجرة عند الحدود اليونانية، في منطقة عازلة بعد الحدود التركية، في ظروف صعبة، رصدتها عنب بلدي عبر مراسلها في المنطقة، في ظل امتناع اليونان عن إدخالهم ومنع حرس الحدود التركي عودتهم.
–