ضغط روسي إعلامي على تركيا بالتزامن مع العمليات العسكرية في إدلب
تستغل روسيا وسائل إعلامها للدفاع عن موقفها بالتدخل العسكري في سوريا والتأثير على الرأي العام العالمي، وبالضغط على تركيا التي تخوض معارك ضد قوات النظام في الشمال السوري، عبر عدة تحركات إعلامية تنشرها عبر وكالاتها بلغات عالمية متعددة.
ملفات تاريخية ضد تركيا
وتعمل روسيا على إضعاف الموقف التركي أمام الرأي العام العالمي، من خلال فتح ملفات قديمة من شأنها أن تخلق جدلًا تاريخيًا.
وتحدثت وكالة “سبونتيك” الروسية في خبر لها عن سبب حصول تركيا على لواء اسكندرون (ولاية هاتاي حاليًا) من سوريا، وقالت إن “تركيا ضمت ولاية هاتاي بعد عقد اتفاقية وقعها عصمت إينونو، رئيس تركيا السابق، مع فرنسا”.
وعقب انتشار الخبر، احتج مواطنون أتراك أمام منزل لصحفيين في الوكالة، ورددوا هتافات “الشهداء لا يموتون والوطن ولا يتجزأ”.
واعتقلت قوات الأمن التركية مدير النشر وثلاثة عمال في الوكالة بتهمة “تعطيل وحدة الدولة ووحدة البلاد”، قبل أن تخلي سبيلهم في نفس اليوم، حسبما نقلت وكالة “الأناضول“، في 1 من آذار الحالي.
كما هنأت وزارة الخارجية الروسية بلغاريا “بيوم تحررها من الحكم العثماني”، في 3 من اَذار الحالي، وقالت، “وقعت المعارك الحاسمة للحرب الروسية- التركية في 1877- 1878 في بلغاريا، وأعلنت بلغاريا هذا يومًا وطنيًا”.
⚔️The crucial battles of the Russo-Turkish war in 1877-1878 took place in #Bulgaria. Bulgaria declared a national holiday, National Liberation Day, to mark the date of the signing of #TreatyOfSanStefano,when the country was liberated from the Ottoman Rule➡️https://t.co/g2K3QRhJVl pic.twitter.com/X20ZTVMRE9
— MFA Russia 🇷🇺 (@mfa_russia) March 3, 2020
في حين لم تعلق أي جهة تركية رسمية على التهنئة، التي جاءت في وقت تتقدم فيه قوات النظام السوري مدعومة من روسيا، على المعارضة التي يساندها الجيش التركي، في مدينة سراقب الاستراتيجية بمحافظة إدلب.
كما سبقت بيومين لقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في روسيا لبحث التطورات الأخيرة في إدلب في العاصمة الروسية موسكو.
الدعاية الروسية للعالم
نشرت قناة “روسيا اليوم” الناطقة باللغة الإنجليزية أمس، الأربعاء 4 من اَذار، بيانًا لوزارة الدفاع الروسية تحت عنوان “دمج نقاط المراقبة التركية مع التحصينات الإرهابية في إدلب”.
وتحدثت في الخبر عن “فصائل إرهابية وجماعات جهادية في مناطق وجود الجيش التركي” بحسب تعبيرها، كما قالت إنه “كان من المفترض أن تستخدم تركيا التأثير الذي تتمتع به على بعض الجماعات لقمع الجهاديين”.
وتحاول روسيا تصدير فكرة أن مقاتلي المعارضة في إدلب “إرهابيون”، وأن وجودها في سوريا هو “لدحر الإرهاب”.
كما اتهم المركز الروسي للمصالحة في سوريا فصائل المعارضة “بمحاولة استخدام مواد كيماوية سامة في سراقب بإدلب”، بحسب ما ذكرته “روسيا اليوم”، أمس.
وحمّل وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أكثر من مرة تركيا مسؤولية خرق “الهدنة”، بحجة أنها لم تتمكن من منع فصائل المعارضة من إطلاق النار، في حين لم يوجه أي اتهام للنظام حول ما يحدث في إدلب.
بالمقابل، كانت أغلب الردود التركية مقتصرة على بيانات وتصريحات، أعلنت فيها استمرار عملياتها حتى إبعاد النظام لحدود اتفاقية “سوتشي”.
وقال لافروف في تصريح نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية، في 3 من اَذار الحالي، “إن بلده لن تكف عن محاربة الإرهاب في منطقة إدلب السورية من أجل حل أزمة الهجرة في أوروبا”، متجاهلًا الوضع الإنساني الصعب للنازحين داخل سوريا واللاجئين خارجها.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :