بسبب كورونا.. كرة القدم الإيطالية تفتقد ملحها
أعلن الاتحاد الإيطالي تأجيل خمس مباريات في الدوري الإيطالي، منها القمة المنتظرة بين يوفنتوس المتصدر وإنتر ميلان ثالث الترتيب، بعد أن كان قد أعلن سابقًا إقامة المباريات الخمس من دون حضور جماهيري.
وقرر الاتحاد الإيطالي تأجيل المباريات بعد الانتقادات الكبيرة التي طالته من الصحافة والمتابعين والتساؤلات عن جدوى إقامة المباريات من دون جمهور، فالجمهور ملح كرة القدم، وهو من يجعل لهذه اللعبة طعمًا ولونًا، ومن دون حضوره تبدو المباريات باهتة وتفتقر إلى المتعة.
غياب الجمهور يجعل الدوري الإيطالي في خطر
بعد أن دخل الدوري الإيطالي في مرحلة الانتعاش، وعادت الجماهير لتملأ مدرجات الملاعب، وبعد أن انتعشت الأسواق المرتبطة بالبطولة الإيطالية، تلقى الدوري ضربة قوية بعد تفشي فيروس “كورونا” في البلاد.
وأعلن الاتحاد الإيطالي بداية الأمر أنه مضطر لإقامة جميع المباريات في موعدها، دون حضور جماهيري، فظهرت تحليلات اقتصادية كثيرة تشير إلى حجم الخسائر التي سيتلقاها قطاع كرة القدم في حال الإصرار على إقامة المباريات، وأشارت مقالات كثيرة إلى أن التأجيل يبدو خيارًا أفضل، رغم الجدول المزدحم للأندية الإيطالية، الذي يجعل تأجيل المباريات أمرًا شبه مستحيل، ما اضطر الاتحاد الإيطالي للرضوخ وتأجيل عدد من المباريات والتخلي عن خيار إقامتها من دون جمهور، ولو بشكل مؤقت.
خسائر بعشرات الملايين بسبب غياب الجمهور
بدأت التأثيرات المالية لغياب الجمهور بالظهور منذ أول مباراة، إذ أعلن نادي إنتر ميلان أنه خسر ما يقارب خمسة ملايين يورو بسبب غياب جمهوره عن مباراة الفريق أمام لودوغوريتس البلغاري في مسابقة الدوري الأوروبي، بعد أن باع النادي حوالي 60 ألف بطاقة، واضطر لتعويض أصحابها بعد قرار إقامتها من دون جمهور.
كذلك أعلن يوفنتوس أن مباراته أمام إنتر ستتسبب بخسارته لأكثر من خمسة ملايين يورو في حال إقامتها من دون جمهور، لكن الاتحاد الإيطالي قرر تأجيلها في اللحظات الأخيرة.
وإقامة المباريات من دون جمهور ستسبب بالتأكيد خسائر كبيرة أخرى، منها خسائر حقوق الرعاية للدوريات، وخسائر حقوق البث التلفزيوني.
الجدول الإيطالي يعيق التأجيل
تلعب أندية يوفنتوس وأتلانتا ونابولي وإنتر ميلان في بطولتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي، بالإضافة لمشاركة بعضها في كأس إيطاليا، وفي حال حققت هذه الأندية انتصارات في البطولتين الأوروبيتين، ستكون مضطرة للعب مباراتين في الأسبوع حتى نهاية أيار المقبل، ما يعني استحالة تأجيل المباريات، لأن الاتحاد الإيطالي مضطر لإنهاء البطولات المحلية في أيار، لإتاحة الفرصة للمنتخب الإيطالي للعب في بطولة أمم أوروبا 2020، التي تنطلق في 12 من حزيران المقبل. ومع هذا الجدول المزدحم، وجد الاتحاد الإيطالي نفسه مضطرًا لإقامة المباريات دون جمهور، لأن تأجيلها يعني الدخول بتعقيدات تهدد بإلغاء البطولة الإيطالية للموسم الحالي.
وقرر الاتحاد الإيطالي تأجيل خمس مباريات من الجولة الحالية، على أن تُلعب في 20 من أيار المقبل، لكن إن قرر تأجيل مباريات أخرى فقد لا يجد الوقت للعبها خلال الفترة المحددة، ما يجعل بطولة الدوري للموسم الحالي مهددة بالكامل.
ردود الفعل حول إقامة المباريات دون جمهور
لاقى قرار إقامة المباريات دون جمهور ردود فعل متناقضة، لكن جميعها صبت في خانة الحرص على الصحة العامة حتى على حساب كرة القدم.
وقال أنطونيو كونتي، مدرب إنتر ميلان، إنه سيكون من الصعب خوض المباريات من دون جماهير، وأضاف، “كرة القدم بحاجة للجماهير للشعور بالأجواء. هذا أفضل ما في اللعبة. نتقبل هذه القرارات التي اتخذت لأسباب صحية، لكن نأمل العودة للعب في ظروف طبيعية بأسرع وقت ممكن”.
وقال جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، “لا أستبعد أي شيء في الوقت الحالي. أتمنى ألا نسلك أبدًا هذا الاتجاه، وسيكون من الصعب إيقاف منافسات بشكل عالمي، لأن الوضع مختلف في كل دولة، صحة الناس أهم بكثير من أي مباراة لكرة القدم. الصحة فوق كل شيء ولذلك نراقب الموقف ونتمنى أن يتراجع الفيروس بدلًا من أن ينتشر. في الوقت الحالي يبدو أنه لا يزال ينتشر، وإذا كان يجب تأجيل مباريات أو إقامتها من دون جمهور حتى ينتهي الخطر سنفعل ذلك”.
أما وزير الرياضة الإيطالي، فينشنزو سبادافورا، فقال للصحفيين، “صحة وسلامة الناس تأتي قبل أي شيء، وهي أهم من أي مباراة وأي حضور جماهيري”.
إصابة أول لاعب إيطالي بفيروس “كورونا”
ذكرت صحيفة “La Nazione” الإيطالية أنه تم تسجيل أول إصابة بفيروس “كورونا” في صفوف لاعبي كرة القدم المحترفين في إيطاليا.
ويلعب اللاعب المصاب في صفوف نادي بيانيسي، أحد فرق دوري الدرجة الثالثة في إيطاليا.
نهاية، وبحسب بعض روابط التشجيع لبعض الأندية (وهي مواقف غير رسمية)، يعتقد معظم متابعي كرة القدم الإيطالية أن قرار إقامة المباريات من دون جمهور ليس مجديًا، لأن الآلاف سيتجمّعون في المقاهي، أو النوادي العامة، أو حتى في الطرقات وأمام أبواب الملاعب، لحضور المباريات وتشجيع الفرق، ما يجعل هذا الإجراء الاحترازي غير مجدٍ من الناحية العملية، ويعتقدون أيضًا أن عشق كرة القدم يفوق الخوف من “كورونا” بعشرات الأضعاف.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :