عروة قنواتي
طقس جديد من طقوس الكلاسيكو دخل إلى الأذهان قبل أيام، وبقيت له ساعات قليلة لينطلق بصافرة الحكم الدولي ماتيو لاهوز، في السنتياغو برنابيو معقل النادي الملكي، ريال مدريد، حيث اكتملت استعدادات الفريق الأبيض لاستضافة الغريم المشاكس “برشلونة” في مباراة الإياب، علمًا أن لقاء الذهاب قبل انتهاء العام 2019 أفضى إلى التعادل السلبي بين الفريقين على ملعب “الكامب نو”.
كلاسيكو بكل حذر تبدو أقلامه بنصف حبر، وصفحاته قليلة الأسطر، لماذا؟ ألا يشبه هذا الكلاسيكو أي مواجهة سابقة من حيث الظروف والطبيعة والنجوم؟
ضمن الواقع تبدو حالة غرف الملابس بين الفريقين متعبة ومجهدة من الناحية الفنية والبدنية، ناهيك عن الإصابات التي تثقل كاهل زين الدين زيدان، المدير الفني للفريق الأبيض، وكيكي سيتين، المدير الفني للفريق الأزرق والأحمر، كما أن وجبة ذهاب دور الـ16 من “الشامبيونز ليغ” لم تكن مرضية للجماهير، ولا للصحافة التي أطلقت العنان لسهامها منتقدة هزيمة الريال في معقله أمام المان سيتي بهدفين لهدف، ونجاة البارسا بالتعادل أمام نابولي الإيطالي خارج قواعده بهدف لهدف.
مجموعة الملكي وقائمة زيدان تدخل المباراة من دون ماركو أسينسيو، الغائب منذ فترة طويلة، وإدين هازارد وماريانو دياز للإصابة، وغياب رودريجو جويس بسبب الإيقاف، ومجموعة البلوغرانا تفتقد لويس سواريز وعثمان ديمبلي، إضافة إلى الظهير سيرجي روبيرتو، هذه الأسماء تصنع فوارق الفوز والنقاط، خاصة في الكلاسيكو، وهي الآن بعيدة عن المشاركة. إذًا المباراة بمن حضر.
وبما أن لوجود النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد البارسا طعمًا آخر، فهذا يبشر دائمًا بمنافسة حقيقية خلال 90 دقيقة بين ميسي ومحاولاته، وسيرجيو راموس قائد الريال مع زملائه المدافعين لحجب منطقة الخطر عن البرغوث، وتحويلها إلى مراقبة شديدة تنفي خطورته، لينطلق خط الوسط ويعطل ضغط البارسا ويقلب الطاولة عليهم، في أي لحظة.
البارسا حاليًا في الصدارة بـ55 نقطة مع المدرب الجديد كيكي سيتين، الذي جاء على خلفية إقالة أرنستو فالفيردي (مدير البارسا الفني في لقاء الكلاسيكو بمرحلة الذهاب)، وهنا يحل السيد سيتين لأول مرة ضيفًا على الكلاسيكو خارج قواعد فريقه، ما يجعل الأمر بحاجة إلى تركيز شديد للمحافظة على فارق النقاط مع الريال الثاني بـ53 نقطة، إما بالتعادل أو الفوز ورفع الفارق إلى خمس نقاط أو الهزيمة وتقديم الصدارة بفارق نقطة لمصلحة زيدان ولاعبيه.
صحيح أن الفريقين من طينة الكبار وأن نجوم ليلة الكلاسيكو يغلقون المشاهدة لأي متابع كروي عالمي على أي مباراة غير الكلاسيكو، إلا أن الضربة القاضية لأحدهما على الآخر باتت في مرحلة التجهيز الأخير، فكل الأمور مرتبطة ببعضها مع الريال والبارسا هذه الساعات: الخروج من كأس إسبانيا، المنافسة على الدوري والأداء الباهت في دور الـ16 من دوري الأبطال، فمن سيرسل بخصمه الى إياب دوري الأبطال منهكًا متعبًا بحقائب الخروج المبكر بعد ليلة الكلاسيكو؟
استعدوا جيدًا ليلة الأحد، الكلاسيكو وضربته القاضية وكرة القدم في أبهى حللها.