فتحت الخطوة التركية بالسماح للاجئين لديها بعبور حدودها باتجاه أوروبا، الباب أمام سؤال حول مصير هؤلاء، في حال اجتازوا الحدود التركية، ووصلوا إلى منافذ دول الاتحاد الأوروبي، بداية من اليونان التي تعد بوابة المهاجرين الأولى إلى أوروبا.
ونقلت وكالة “رويترز” أمس، الخميس 27 من شباط، عن مسؤول تركي وصفته بـ”الرفيع”، أن بلاده قررت عدم منع اللاجئين السوريين من الوصول إلى أوروبا سواء برًا أو بحرًا، في ظل توقع تدفق وشيك للاجئين من إدلب السورية.
وأضاف المسؤول أن أوامر صدرت لقوات الشرطة وخفر السواحل وأمن الحدود بعدم اعتراض اللاجئين.
ورصدت عنب بلدي اليوم، الجمعة، توجه عشرات اللاجئين في تركيا إلى منطقة أدرنة بهدف عبور الحدود إلى أوروبا.
وتجمع عدد من اللاجئين في منطقة الفاتح قرب دائرة الهجرة التركية، وفي منطقة زيتون بورنو، ليستقلوا حافلات جُهزت لنقلهم إلى الحدود البرية مع اليونان ومنها إلى أوروبا، بينما انطلقت حافلتان تقل لاجئين باتجاه منطقة أدرنة.
ما مصيرهم؟
مدير “منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، بسام الأحمد، استبعد في حديث لعنب بلدي، اليوم، أن تفتح اليونان أبوابها أمام اللاجئين القادمين من تركيا.
وأشار إلى أن الوضع في اليونان في الأساس لا يتحمل، لجهة استقبال عدد جديد من اللاجئين.
وقال إن المشكلة الأساسية تتعلق بنظرة تركيا لملف اللاجئين وتحديدًا السوريين منهم.
وأوضح أن تركيا تستخدم اللاجئين السوريين ضدّ الغرب وغير الغرب كورقة ضغط، مشيرًا إلى أن هذا لا يتوافق مع طبيعة اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي.
حدود تركية مع أوروبا
تشترك تركيا في الحدود البرية مع دولتين من الاتحاد الأوروبي هما اليونان وبلغاريا، ومع القرار التركي بإعطاء ضوء أخضر للاجئين بالعبور نحو أوروبا، اتخذت الدولتان إجراءات مشددة على حدودها مع تركيا.
وشددت الحكومة اليونانية اليوم، إجراءاتها الأمنية على الحدود، وفق وكالة “رويترز” التي نقلت عن “مصادر” قولها، إن أثينا على اتصال أيضًا بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في هذا الصدد.
وتداول ناشطون على موقع “فيس بوك”، اليوم، تسجيلًا مصورًا يظهر وصول عشرات اللاجئين إلى الحدود اليونانية من جهة تركيا، وأوضح الفيديو أن الحكومة اليونانية منعت الواصلين من الدخول.
وتعد اليونان بوابة المهاجرين الأولى نحو أوروبا، حيث شهدت تدفقًا جماعيًا عامي 2015 و2016، إلى أن أدى اتفاق تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي إلى وقف هذا التدفق، حيث كانت جزر بحر إيجه الخمس أكثر المناطق تأثرًا بتدفق المهاجرين من تركيا المجاورة.
وتعتزم الحكومة اليونانية وضع جدار عائم يمتد 2.7 كيلومتر، ويبلغ ارتفاعه 1.10 متر لمنع اللاجئين من عبور بحر إيجه، وكذلك تكثيف مراكز وأبراج مراقبة الحدود البرية مع تركيا وزرع المزيد من الأسلاك الشائكة عليها، وفق موقع “روسيا اليوم“.
وفي بلغاريا، قال رئيس وزرائها، بويكو بوريسوف، اليوم، إن بلاده تشدد الإجراءات الأمنية على طول حدودها الجنوبية الشرقية مع تركيا، بعد أن توجهت مجموعات من المهاجرين في تركيا نحو الحدود.
وأضاف بوريسوف خلال اجتماع حكومي، وفق وكالة “رويترز” أن “لدينا معلومات عن زحام كبير، ونطبق أقصى قدر من السيطرة على الحدود”، مضيفًا أنه يرتب لمكالمة هاتفية مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
ما هي اتفاقية إعادة القبول؟
وقّعت الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي في 18 من آذار 2016، ثلاث اتفاقيات تقبل فيها تركيا اللاجئين من دول الاتحاد الأوروبي مقابل حرية التنقل للمواطنين الأتراك داخل الاتحاد الأوروبي.
تنص الاتفاقية على إعادة كل لاجئ وصل إلى اليونان قبل 20 من آذار 2015 إلى تركيا، مقابل لاجئ ستستقبله دول الاتحاد الأوروبي بشكل قانوني.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، حينها، “لقد نجحنا من خلال هذه الاتفاقية في مكافحة أعمال التهريب المميتة للاجئين عبر بحر إيجة بشكل فعال”.
–