رغم تغييب سجون اسطنبول للزعيم الكردي عبد الله أوجلان منذ 16 عامًا، إلا أن اسمه كان حاضرًا في جلسة البرلمان التركي الجديد، الذي أدى أعضاؤه اليمين الدستوري أمس الثلاثاء، بعد انتخابات كان حزب الشعوب الديمقراطي ذو الغالبية الكردية، اللاعب الجديد فيها.
وأقسمت ديليك أوجلان، 28 عامًا، اليمين الدستوري ممثلةً عن حزب الشعوب الديمقراطي أمس الثلاثاء، لتكون ضمن 80 عضوًا يمثلون الحزب الذي دخل البرلمان لأول مرة منذ تأسيسه عام 2012.
وتنحدر ديليك من منطقة ديار بكر جنوب تركيا، على مقربة من الحدود مع سوريا، وهي ابنة أخ عبد الله أوجلان، زعيم ومؤسس حزب العمال الكردستاني المحظور، والذي يقضي فترة سجنه المؤبد في أحد سجون مدينة اسطنبول منذ عام 1999.
أوجلان هي المرشحة الأبرز عن حزب الشعوب، بحسب الصحافة التركية، لكن ظهور زيا بير، ابنة شقيق أحد مؤسسي حزب العمال الكردستاني كمال بير المتوفي في ثمانينيات القرن الماضي، تحت قبة البرلمان التركي ممثلةً ذات الحزب، وضع إشارات استفهام كون الفتاتين تنحدران من عائلتين قياديتين في حزب العمال المحظور.
وضم البرلمان الجديد في صفوفه تنوعًا عرقيًا ودينيًا مميزًا، إذ دخله نواب أرمن وإيزيديون وغجر، ورغم أن التمثيل الأرمني كان حاضرًا في البرلمانات السابقة، إلا أنه كان خجولًا نوعًا ما، وانحصر هذه المرة في 3 نواب عن 3 أحزاب هي العدالة والتنمية والشعوب والشعب الجمهوري.
واستقبل البرلمان التركي ممثلين اثنين عن الإيزيديين، وهي المرة الأولى التي يصل فيها ممثلون عن الطائفة عن حزب الشعوب الديمقراطي. كما انتخب عضو واحد من الغجر (الروما) عن حزب الشعب الجمهوري، للمرة الأولى أيضًا.
الحضور النسائي كان مميزًا في البرلمان الجديد، فقد تمكنت 95 سيدة من دخوله: 40 حزب العدالة والتنمية، 30 حزب الشعوب الديمقراطي، 21 حزب الشعب الجمهوري، 4 حزب الحركة القومية، لتصل نسبة التمثيل إلى 18%، وهي نسبة قياسية مقارنة بالانتخابات البرلمانية السابقة.
ووفق المشهد البرلماني الجديد، فإن تركيا مقبلة على مرحلة جديدة عنوانها الحكم التشاركي بين أحزابها، كما يرى مراقبون، لتصبح سياسة الحزب الأوحد من الماضي، بعد 13 عامًا من حكم حزب العدالة والتنمية المحافظ، الأمر الذي من شأنه إحداث تغيير في سياسة البلاد الخارجية تجاه دول الجوار، وأبرزها سوريا.